الرئيسية - التفاسير


* تفسير أضواء البيان في تفسير القرآن/ الشنقيطي (ت 1393 هـ) مصنف و مدقق


{ فَٱتَّخَذَتْ مِن دُونِهِم حِجَاباً فَأَرْسَلْنَآ إِلَيْهَآ رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَراً سَوِيّاً }

قوله تعالى { فَٱتَّخَذَتْ مِن دُونِهِم حِجَاباً فَأَرْسَلْنَآ إِلَيْهَآ رُوحَنَا }. أظهر الأقوال أن المراد بقوله " روحنا " جبريل. ويدل لذلك قولهنَزَلَ بِهِ ٱلرُّوحُ ٱلأَمِينُ } الشعراء 193 الآية، وقولهقُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ ٱلْقُدُسِ مِن رَّبِّكَ بِٱلْحَقِّ } النحل 102 الآية، وإضافته إلى الله إضافة تشريف وتكريم. قوله تعالى { فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَراً سَوِيّاً }. تمثله لها بشراً سوياً المذكور في الآية يدل على أنه ملك وليس بآدمي. وهذا المدلول صرح به تعالى في قولهإِذْ قَالَتِ ٱلْمَلاۤئِكَةُ يٰمَرْيَمُ إِنَّ ٱللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ ٱسْمُهُ ٱلْمَسِيحُ عِيسَى ٱبْنُ مَرْيَمَ } آل عمران 45 الآية. وهذا الذي بشرها به هو الذي قال لها هناقَالَ إِنَّمَآ أَنَاْ رَسُولُ رَبِّكِ لأَهَبَ لَكِ غُلاَماً زَكِيّاً } مريم 19. وقوله { بَشَراً سَوِيّاً } حالان من ضمير الفاعل في قوله " تمثل لها ".