الرئيسية - التفاسير


* تفسير أضواء البيان في تفسير القرآن/ الشنقيطي (ت 1393 هـ) مصنف و مدقق


{ وَبِٱلْحَقِّ أَنْزَلْنَاهُ وَبِٱلْحَقِّ نَزَلَ وَمَآ أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ مُبَشِّراً وَنَذِيراً }

قوله تعالى { وَبِٱلْحَقِّ أَنْزَلْنَاهُ وَبِٱلْحَقِّ نَزَلَ }. بين جل وعلا في هذه الآية الكريمة أنه أنزل هذا القرآن بالحق أي متلبساً به متضمناً له. فكل ما فيه حق. فأخباره صدق، وأحكامه عدل. كما قال تعالىوَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقاً وَعَدْلاً } الأنعام115 وكيف لا! وقد أنزله جل وعلا بعلمه. كما قال تعالىلَّـٰكِنِ ٱللَّهُ يَشْهَدُ بِمَآ أَنزَلَ إِلَيْكَ أَنزَلَهُ بِعِلْمِهِ } النساء166 الآية، وقوله { وَبِٱلْحَقِّ نَزَل } يدل على أنه لم يقع فيه تغيير ولا تبديل في طريق إنزاله. لأن الرسول المؤتمن على إنزاله قوي لا يغلب عليه حتى يغير فيه، أمين لا يغير ولا يبدل. كما أشار إلى هذا بقولهنَزَلَ بِهِ ٱلرُّوحُ ٱلأَمِينُ عَلَىٰ قَلْبِكَ } الشعراء193-194 الآية، وقولهإِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ ذِي قُوَّةٍ عِندَ ذِي ٱلْعَرْشِ مَكِينٍ مُّطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ } التكوير19-21 الآية، وقوله في هذه الآية { لَقَوْلُ رَسُولٍ } أي لتبليغه عن ربه. بدلالة لفظ الرسول لأنه يدل على أنه مرسل به.