الرئيسية - التفاسير


* تفسير أضواء البيان في تفسير القرآن/ الشنقيطي (ت 1393 هـ) مصنف و مدقق


{ وَأَلْقَوْاْ إِلَىٰ ٱللَّهِ يَوْمَئِذٍ ٱلسَّلَمَ وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ }

قوله تعالى { وَأَلْقَوْاْ إِلَىٰ ٱللَّهِ يَوْمَئِذٍ ٱلسَّلَمَ وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ }. إلقاؤهم إلى الله السلم هو انقيادهم له، وخضوعهم. حيث لا ينفعهم ذلك كما تقدم في قولهفَأَلْقَوُاْ ٱلسَّلَمَ مَا كُنَّا نَعْمَلُ مِن سُوۤءٍ } النحل 28. والآيات الدالة على ذلك كثيرة. كقولهبَلْ هُمُ ٱلْيَوْمَ مُسْتَسْلِمُونَ } الصافات 26 وقولهوَعَنَتِ ٱلْوُجُوهُ لِلْحَيِّ ٱلْقَيُّومِ } طه 111 ونحو ذلك من الآيات. وقد قدمنا طرفاً من ذلك في الكلام على قوله { فَأَلْقَوُاْ ٱلسَّلَمَ مَا كُنَّا نَعْمَلُ مِن سُوۤءٍ }. وقوله { وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ } أي غاب عنهم واضمحل ما كانوا يفترونه. من أن شركاءهم تشفع لهم وتقربهم إلى الله زلفى. كما قال تعالىوَيَقُولُونَ هَـٰؤُلاۤءِ شُفَعَاؤُنَا عِندَ ٱللَّهِ } يونس 18 الآية، وكقولهمَا نَعْبُدُهُمْ إِلاَّ لِيُقَرِّبُونَآ إِلَى ٱللَّهِ زُلْفَىۤ } الزمر 3. وضلال ذلك عنهم مذكور في آيات كثيرة. كقوله تعالىوَرُدُّوۤاْ إِلَى ٱللَّهِ مَوْلاَهُمُ ٱلْحَقِّ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ } يونس 30، وقولهفَعَلِمُوۤاْ أَنَّ ٱلْحَقَّ لِلَّهِ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ } القصص 75. وقد قدمنا معاني " الضلال " في القرآن وفي اللغة بشواهدها.