الرئيسية - التفاسير


* تفسير أضواء البيان في تفسير القرآن/ الشنقيطي (ت 1393 هـ) مصنف و مدقق


{ وَأَوْحَىٰ رَبُّكَ إِلَىٰ ٱلنَّحْلِ أَنِ ٱتَّخِذِي مِنَ ٱلْجِبَالِ بُيُوتاً وَمِنَ ٱلشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ }

قوله تعالى { وَأَوْحَىٰ رَبُّكَ إِلَىٰ ٱلنَّحْلِ }. المراد بالإيحاء هنا الإلهام. والعرب تطلق الإيحاء على الإعلام بالشيء في خفية. ولذا تطلقه على الإشارة، وعلى الكتابة، وعلى الإلهام. ولذلك قال تعالى { وَأَوْحَىٰ رَبُّكَ إِلَىٰ ٱلنَّحْلِ } أي ألهمها. وقالفَأَوْحَىٰ إِلَيْهِمْ أَن سَبِّحُواْ بُكْرَةً } مريم 11 الآية. أي أشار إليهم. وسمى أمره للأرض إيحاء في قولهيَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَىٰ لَهَا } الزلزلة 4-5 ومن إطلاق الوحي على الكتابة قول لبيد في معلقته -
فمدافع الريان عرى رسمها خلقاً كما ضمن الوحي سلامها   
فـ " الوحي " في البيت بضم الواو وكسر الحاء وتشديد الياء جمع وحي بمعنى الكتابة. وسيأتي لهذه المسألة إن شاء الله زيادة إيضاح.