الرئيسية - التفاسير


* تفسير أضواء البيان في تفسير القرآن/ الشنقيطي (ت 1393 هـ) مصنف و مدقق


{ وَلَقَدْ جَعَلْنَا فِي ٱلسَّمَاءِ بُرُوجاً وَزَيَّنَّاهَا لِلنَّاظِرِينَ }

قوله { وَلَقَدْ جَعَلْنَا فِي ٱلسَّمَاءِ بُرُوجاً }. بين تعالى في هذه الآية الكريمة أنه جعل في السماء بروجاً ذكر هذا أيضاً في مواضع أخر كقولهتَبَارَكَ ٱلَّذِي جَعَلَ فِي ٱلسَّمَآءِ بُرُوجاً } الفرقان 61 الآية وقوله تعالىوَٱلسَّمَآءِ ذَاتِ ٱلْبُرُوجِ } البروج 1 الآية، والبروج جمع برج. واختلف العلماء في المراد بالبروج في الآيات المذكورة وقال بعضهم البروج الكواكب، وممن روي عنه هذا القول مجاهد وقتادة. وعن أبي صالح أنها الكواكب العظام، وقيل هي قصور في السماء عليها الحرس. وممن قال به عطية، وقيل هي منازل الشمس والقمر قاله ابن عباس. وأسماء هذه البروج الحمل والثور والجوزاء والسرطان والأسد والسنبلة والميزان والعقرب والقوس والجدي والدلو والحوت. قال مقيده عفا الله عنه أطلق تعالى في سورة النساء البروج على القصور الحصينة في قولهأَيْنَمَا تَكُونُواْ يُدْرِككُّمُ ٱلْمَوْتُ وَلَوْ كُنتُمْ فِي بُرُوجٍ مُّشَيَّدَةٍ } النساء 78 ومرجع الأقوال كلها إلى شيء واحد. لأن أصل البروج في اللغة الظهور ومنه تبرج المرأة بإظهار زينتها فالكواكب ظاهرة والقصور ظاهرة ومنازل القمر والشمس كالقصور بجامع أن الكل محل ينزل فيه، والعلم عند الله تعالى. قوله تعالى { وَزَيَّنَّاهَا لِلنَّاظِرِينَ }. صرح تعالى في هذه الآية الكريمة أنه زين السماء للناظرين وبين في مواضع أخر أنه زينها بالنجوم، وأنها السماء الدنيا كقولهوَلَقَدْ زَيَّنَّا ٱلسَّمَآءَ ٱلدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ } الملك 5 الآية، وقولهإِنَّا زَيَّنَّا ٱلسَّمَآءَ ٱلدُّنْيَا بِزِينَةٍ ٱلْكَوَاكِبِ } الصافات 6.