الرئيسية - التفاسير


* تفسير أضواء البيان في تفسير القرآن/ الشنقيطي (ت 1393 هـ) مصنف و مدقق


{ كَلاَّ سَوْفَ تَعْلَمُونَ } * { ثُمَّ كَلاَّ سَوْفَ تَعْلَمُونَ }

كلا: زجر عن التلهي والتكاثر والمذكور، وسوف تعلمون: أي حقيقة الأمر، ومغبة هذا التلهي، ثم كلا سوف تعلمون، تكرار للتأكيد.

وقيل: إنه لا تكرار، لما روي عن علي رضي الله عنه: أن الأولى في القبر، والثانية يوم القيامة. وهو معقول.

واستدل بهم بعضهم على عذاب القبر.

ومعلوم صحة حديث القبر " إنما القبر روضة من رياض الجنة، أو حفرة من حفر النار ".

والسؤال فيه معلوم، ولكن أرادوا مأخذه من القرآن.

وتقدم للشيخ رحمة الله تعالى علينا وعليه في الكلام على سورة غافر، عندوَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوۤءُ ٱلْعَذَابِ } [غافر: 45]، إثبات عذاب القبر من القرآن.

وكذلك بيان معناه في آخر سورة الزخرف عند الكلام على قوله تعالى:فَٱصْفَحْ عَنْهُمْ وَقُلْ سَلاَمٌ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ } [الزخرف: 89].

وهذا الزجر هنا والتحذير لهم رداً على ما كانوا عليه في التكاثر.

كما قال الشاعر:
ولست بالأكثر منهم حصى   وإنما العزة للكاثر
وأصرح دليل لإثبات عذاب القبر من القرآن، هو قوله تعالى:ٱلنَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوّاً وَعَشِيّاً وَيَوْمَ تَقُومُ ٱلسَّاعَةُ أَدْخِلُوۤاْ آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ ٱلْعَذَابِ } [غافر: 46]، لأن الأول في الدنيا، والثاني في الآخرة.