الرئيسية - التفاسير


* تفسير أضواء البيان في تفسير القرآن/ الشنقيطي (ت 1393 هـ) مصنف و مدقق


{ يَوْمَ يَكُونُ ٱلنَّاسُ كَٱلْفَرَاشِ ٱلْمَبْثُوثِ }

الفراش: جمع فراشة.

وقيل: هي التي تطير وتتهافت في النار.

وقيل: طير رقيق يقصد النار ولا يزال يقتحم على المصباح ونحوه حتى يحترق.

وذكر الشيخ في إملائه قول جرير:
إن الفرزدق ما علمت وقومه   مثل الفراش غشين نار المصطلى
وقال الفراء: هو غوغاء الجراد الذي ينتشر في الأرض ويركب بعضه بعضاً من الهول.

ونقل القرطبي عن الفراء: أنه الهمج الطائر من بعوض وغيره.

ومنه الجراد. ويقال: هو أطيش من فراشة قال:
طويش من نفر أطياش   أطيش من طائرة الفراش
وفي صحيح مسلم عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " مثلي ومثلكم كمثل رجل أوقد ناراً فجعل الجنادب والفراش يقعن فيها، وهو يذُبُّهن عنها. وأنا آخذ بِحُجزِكم عن النار وأنتم تفلِّتون من يدي ".

والمبثوث: المنتشر.

ومثله قوله:خُشَّعاً أَبْصَارُهُمْ يَخْرُجُونَ مِنَ ٱلأَجْدَاثِ كَأَنَّهُمْ جَرَادٌ مُّنتَشِرٌ } [القمر: 7].

وتقدم للشيخ رحمة الله تعالى علينا وعليه، بيانه في " سورة اقتربت الساعة " ، سورة ق والقرآن، وسورة يس والقرآن الحكيم. بما يغني عن إعادته هنا.

وقد قيل: إن وصفها بالفراش في أول حالها في الاضطراب والحيرة.

ووصفها كالجراد في الكثرة ووحدة الاتجاهمُّهْطِعِينَ إِلَى ٱلدَّاعِ } [القمر: 8].