الرئيسية - التفاسير


* تفسير التحرير والتنوير/ ابن عاشور (ت 1393 هـ) مصنف و مدقق


{ هَلْ فِي ذَلِكَ قَسَمٌ لِّذِى حِجْرٍ }

جملة معترضة بين القَسم وما بعده من جوابه أو دليل جوابه، كما في قوله تعالىوإنه لقسم لو تعلمون عظيم } الواقعة 76. والاستفهام تقريري، وكونه بحرف { هل } لأن أصل { هل } أن تدل على التحقيق إذ هي بمعنى قد. واسم الإشارة عائد إلى المذكور مما أقسم به، أي هل في القسم بذلك قَسم. وتنكير { قسمَ } للتعظيم أي قسم كافٍ ومُقنع للمُقْسم له. إذا كان عاقلاً أن يتدبر بعقله. فالمعنى هل في ذلك تحقيق لما أُقسم عليه للسامع الموصوف بأنه صاحب حِجر. والحِجْر العقل لأنه يَحجرُ صاحبه عن ارتكاب ما لا ينبغي، كما سمي عقلاً لأنه يعْقِل صاحبه عن التهافت كما يعقِل العِقال البعيرَ عن الضَّلال. واللام في قوله { لذي حجر } لام التعليل، أي قَسَم لأجل ذي عقل يمنعه من المكابرة فيعلم أن المقسم بهذا القَسَم صادق فيما أقسم عليه.