الرئيسية - التفاسير


* تفسير التحرير والتنوير/ ابن عاشور (ت 1393 هـ) مصنف و مدقق


{ إِنَّ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَارُ ذَلِكَ ٱلْفَوْزُ ٱلْكَبِيرُ }

يجوز أن يكون استئنافاً بيانياً ناشئاً عن قوله { ثم لم يتوبوا } المقتضي أنهم إن تابوا لم يكن لهم عذاب جهنم فيتشوف السامعُ إلى معرفة حالهم أمقصورة على السلامة من عذاب جهنم أو هي فوق ذلك، فأخبر بأن لهم جنات فإن التوبة الإِيمان، فلذلك جيء بصلة { آمنوا } دون تابوا ليدل على أن الإِيمان والعمل الصالح هو التوبة من الشرك الباعث على فتن المؤمنين، وهذا الاستئناف وقع معترضاً. ويجوز أن يكون اعتراضاً بين جملةإن الذين فتنوا المؤمنين } البروج 10 وجملةإن بطش ربك لشديد } البروج 12 اعتراضاً بالبشارة في خلال الإِنذار لترغيب المنذَرين في الإِيمان، ولتثبيت المؤمنين على ما يلاقونه من أذى المشركين على عادة القرآن في إرداف الإِرهاب بالترغيب. والتأكيد بــــ { إنَّ } للاهتمام بالخبر. والإِشارة في { ذلك } إلى المذكور من اختصاصهم بالجنات والأنهار. و { الكبير } مستعار للشديد في بابه، والفوز مصدر.