الرئيسية - التفاسير


* تفسير التحرير والتنوير/ ابن عاشور (ت 1393 هـ) مصنف و مدقق


{ وَسُيِّرَتِ ٱلْجِبَالُ فَكَانَتْ سَرَاباً }

التسيير جعل الشيء سائراً، أي ماشياً. وأطلق هنا على النقل من المكان أي نقلت الجبال وقلعت من مقارّها بسرعة بزلازل أو نحوها كما دل عليه قوله تعالىيوم ترجف الأرض والجبال وكانت الجبال كثيباً مهيلاً } المزمل 14، حتى كأنها تسيّر من مكان إلى آخر وهو نقْل يصحبه تفتيت كما دل عليه تعقيبه بقوله { فكانت سراباً } لأن ظاهر التعقيب أن لا تكون معه مهلة، أي فكانت كالسراب في أنها لا شيء. والقولُ في بناء { سُيرت } للمجهول كالقول فيوفتحت السماء } النبأ 19. وكذلك قوله { فكانت سراباً } هو كقولهفكانت أبواباً } النبأ 19. والسراب ما يلوح في الصحاري مما يشبه الماءَ وليس بماء ولكنه حالة في الجو القريب تنشأ من تَراكُمِ أبخرة على سطح الأرض. وقد تقدم عند قوله تعالىوالذين كفروا أعمالهم كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئاً } في سورة النور 39.