الرئيسية - التفاسير


* تفسير التحرير والتنوير/ ابن عاشور (ت 1393 هـ) مصنف و مدقق


{ يُعْرَفُ ٱلْمُجْرِمُونَ بِسِيمَاهُمْ فَيُؤْخَذُ بِٱلنَّوَاصِي وَٱلأَقْدَامِ }

هذا استئناف بياني ناشىء عن قولهفيومئذ لا يُسئل عن ذنبه إنس ولا جان } الرحمٰن 39، أي يستغنى عن سؤالهم بظهور علاماتهم للملائكة ويعرفونهم بسيماهم فيؤخذون أخذ عقاب ويساقون إلى الجزاء. والسيما العلامة. وتقدمت في قوله تعالىتعرفهم بسيماهم } في آخر سورة البقرة 273. وآل في { بالنواصي والأقدام } عوض عن المضاف إليه، أي بنواصيهم وأقدامهم وهو استعمال كثير في القرآن. والنواصي جمع ناصية وهي الشعَر الذي في مقدّم الرأس، وتقدم في قوله تعالىما من دابّة إلا هو آخذ بناصيتها } في سورة هود 56. والأخذ بالناصية أخذ تمكّن لا يفلت منه، كما قال تعالىلئن لم ينته لنسفعاً بالناصية } العلق 15. والأقدام جَمع قَدَم، وهو ظاهر السَّاق من حيث تمسك اليد رجل الهارب فلا يستطيع انفلاتاً وفيه أيضاً يوضع القيد، قال النابغة
أوْ حرة كمهاة الرمل قد كُبِلت فوقَ المعاصم منها والعراقيب