الرئيسية - التفاسير


* تفسير التحرير والتنوير/ ابن عاشور (ت 1393 هـ) مصنف و مدقق


{ ذَلِكَ بِأَنَّ ٱللَّهَ مَوْلَى ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَأَنَّ ٱلْكَافِرِينَ لاَ مَوْلَىٰ لَهُمْ }

أعيد اسم الإشارة للوجه الذي تقدم في قولهذلك بأن الذين كفروا اتبعوا الباطل } محمد 3 وقولهذلك ولو يشاء الله لانتصر منهم } محمد 4. واسم الإشارة منصرف إلى مضمون قولهوللكافرين أمثالها } محمد 10 بتأويل ذلك المذكور، لأنه يتضمن وعيداً للمشركين بالتدمير، وفي تدميرهم انتصار للمؤمنين على ما لَقُوا منهم من الأضرار، فأفيد أن ما توعدهم الله به مسبب على أن الله نصير الذين آمنوا وهو المقصود من التعليل وما بعده تتميم. والمولى، هنا الولي والناصر. والمعنى أن الله ينصر الذين ينصرون دينه وهم الذين آمنوا ولا ينصر الذين كفروا به، فأشركوا معه في إلهيته وإذا كان لا ينصرهم فلا يجدون نصيراً لأنه لا يستطيع أحد أن ينصرهم على الله، فنفي جنسُ المولى لهم بهذا المعنى من معاني المولى. فقوله { وأن الكافرين لا مولى لهم } أفاد شيئين أن الله لا ينصرهم، وأنه إذا لم ينصرهم فلا ناصر لهم، وأما إثبات المولى للمشركين في قوله تعالىثم نقول للذين أشركوا مكانكم } يونس 28 إلى قولهورُدُّوا إلى الله مولاهم الحق } يونس 30 فذلك المولى بمعنى آخر، وهو معنى المالك والرب، فلا تعارض بينهما.