الرئيسية - التفاسير


* تفسير التحرير والتنوير/ ابن عاشور (ت 1393 هـ) مصنف و مدقق


{ وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَآ أَبَداً وَعْدَ ٱللَّهِ حَقّاً وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ ٱللَّهِ قِيلاً }

عطف على جملةأولئك مأواهم جهنّم } النساء 121 جرياً على عادة القرآن في تعقيب الإنذار بالبشارة، والوعيدِ بالوعد. وقوله { وعد الله } مصدر مؤكّد لمضمون جملة { سندخلهم جنات تجري } الخ، وهي بمعناه، فلذلك يسمّي النحاة مثلَه مؤكّداً لنفسه، أي مؤكّداً لما هو بمعناه. وقوله { حقاً } مصدر مؤكّد لِمضمون { سندخلهم جنات } ، إذ كان هذا في معنى الوعد، أي هذا الوعد أحقّقه حقّاً، أي لا يتخلّف. ولمّا كان مضمونُ الجملة التي قبله خالياً عن معنى الإحقاق كان هذا المصدر ممّا يسميّه النحاة مصدراً مؤكّداً لغيره. وجملة { ومن أصدق من الله } تذييل للوعد وتحقيق له أي هذا من وعد الله، ووعود الله وعود صدق، إذ لا أصدقُ من الله قيلا. فالواو اعتراضية لأنّ التذييل من أصناف الاعتراض وهو اعتراض في آخر الكلام، وانتصب { قيلا } على تمييز نسبة من { أصدق من الله }. والاستفهام إنكاري. والقيل القول، وهو اسم مصدر بوزن فِعْل يجيء في الشرّ والخير.