الرئيسية - التفاسير


* تفسير التحرير والتنوير/ ابن عاشور (ت 1393 هـ) مصنف و مدقق


{ وَبَشِّرِ ٱلْمُؤْمِنِينَ بِأَنَّ لَهُمْ مِّنَ ٱللَّهِ فَضْلاً كَبِيراً }

عطف على جملةإنا أرسلناك } الأحزاب 45 عطف الإنشاء على الخبر لا محالة وهي أوضح دليل على صحة عطف الإِنشاء على الخبر إذ لا يتأتّى فيها تأويل مما تأوله المانعون لعطف الإِنشاء على الخبر وهم الجمهور والزمخشري والتفتزاني مما سنذكره إن شاء الله عند قوله تعالىتؤمنون بالله ورسوله وتجاهدون في سبيل الله } إلى قولهوبشر المؤمنين } في سورة الصف 11 - 13، فالجملة المعطوف عليها إخبار عن النبي صلى الله عليه وسلم بأنه أرسله متلبساً بتلك الصفات الخمس. وهذا أمر له بالعمل بصفة المبشر، فلاختلاف مضمون الجملتين عطفت هذه على الأولى. والفضل العطاء الذي يزيده المعطي زيادة على العطية. فالفضل كناية عن العطية أيضاً لأنه لا يكون فضلاً إلا إذا كان زائداً على العطية. والمراد أن لهم ثواب أعمالهم الموعود بها وزيادة من عند ربهم، قال تعالىللذين أحسنوا الحسنى وزيادة } يونس 26. ووصف { كبيراً } مستعار للفائق في نوعه. قال ابن عطية قال لي أبي رضي الله عنه هذه أرجى آية عندي في كتاب الله لأن الله قد أمر نبيئه أن يبشر المؤمنين بأن لهم عنده فضلاً كبيراً. وقد بين الله تعالى الفضل الكبير ما هو في قولهوالذين آمنوا وعملوا الصالحات في روضات الجنات لهم ما يشاؤون عند ربهم ذلك هو الفضل الكبير } الشورى 22 فالآية التي في هذه السورة خبرٌ، والآية التي في حم عسق تفسير لها ا هــــ.