الرئيسية - التفاسير


* تفسير التحرير والتنوير/ ابن عاشور (ت 1393 هـ) مصنف و مدقق


{ وَتَوَكَّلْ عَلَىٰ ٱللَّهِ وَكَفَىٰ بِٱللَّهِ وَكِيلاً }

زيادة تمهيد وتوطئة لتلقي تكليف يترقب منه أذى من المنافقين مثل قولهم إن محمداً نهى عن تزوج نساء الأبناء وتزوج امرأة ابنه زيد بن حارثة، وهو ما يشير إليه قوله تعالىودَعْ أذَاهُم وتوكَّلْ على الله وَكَفَىٰ بالله وَكِيلاً } الأحزاب 48 فأمره بتقوى ربه دون غيره، وأتبعه بالأمر باتباع وحيه، وعززه بالأمر بما فيه تأييده وهو أن يفوّض أموره إلى الله. والتوكل إسناد المرء مُهمه وشأنه إلى من يتولى عمله وتقدم عند قوله تعالىفإذا عَزَمْتَ فَتَوكَّلْ عَلىٰ الله } في سورة آل عمران 159. والوكيل الذي يسند إليه غيره أمره، وتقدم عند قوله تعالىوقالوا حسبنا الله ونِعم الوكيل } في سورة آل عمران 173. وقوله { وَكيلاً } تمييز نسبة، أي كفى الله وكيلاً، أي وكالته، وتقدم نظيره في قولهوتوكل على الله وكفى بالله وكيلاً } في سورة النساء 81.