الرئيسية - التفاسير


* تفسير التحرير والتنوير/ ابن عاشور (ت 1393 هـ) مصنف و مدقق


{ كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ ٱلْمَوْتِ ثُمَّ إِلَيْنَا تُرْجَعُونَ }

اعتراض ثان بين الجملتين المتعاطفتين قصد منها تأكيد الوعيد الذي تضمنته جملةوالذين آمنوا بالباطل } العنكبوت 52 إلى آخرها، والوعد الذي تضمنته جملةوالذين آمنوا وعملوا الصالحات لنُبَوِّئَنَّهُم من الجنة غُرفاً } العنكبوت 58 أي الموت مُدرك جميع الأنفس ثم يرجعون إلى الله. وقصد منها أيضاً تهوين ما يلاقيه المؤمنون من الأذى في الله ولو بلغ إلى الموت بالنسبة لما يترقبهم من فضل الله وثوابه الخالد، وفيه إيذان بأنهم يترقبهم جهاد في سبيل الله. وقرأ الجمهور { ترجعون } بتاء الخطاب على أنه خطاب للمؤمنين في قولهيٰعِبَادِيَ ٱلَّذِينَ آمَنُوۤاْ } العنكبوت 56. وقرأه أبو بكر عن عاصم بياء الغيبة تبعاً لقولهيَغْشَاهُمُ ٱلْعَذَابُ } العنكبوت 55.