الرئيسية - التفاسير


* تفسير التحرير والتنوير/ ابن عاشور (ت 1393 هـ) مصنف و مدقق


{ كَذَّبَتْ ثَمُودُ ٱلْمُرْسَلِينَ } * { إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ صَالِحٌ أَلا تَتَّقُونَ } * { إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ } * { فَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَأَطِيعُونِ } * { وَمَآ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلَىٰ رَبِّ ٱلْعَالَمِينَ }

موقع هذه الجملة استئناف تَعداد وتكرير كما تقدم في قولهكذبت عاد المرسلين } الشعراء 123. والكلام على هذه الآيات مثلُ الكلام على نظيرها في قصة قوم نوح، وثمود قد كذّبوا المرسلين لأنهم كذبوا صالحاً وكذبوا هوداً لأن صالحاً وعظهم بعاد في قولهواذكروا إذ جعلكم خلفاء من بعد عاد } في سورة الأعراف 74 وبتكذيبهم كذبوا بنوح أيضاً، لأن هوداً ذَكَّر قومه بمصير قوم نوح في آيةواذكروا إذ جعلكم خلفاء من بعد قوم نوح } الأعراف 69. وتقدم ذكر ثمود وصالح عند قوله تعالىوإلى ثمود أخاهم صالحاً } في سورة الأعراف 73، وكان صالح معروفاً بالأمانة لأنه لا يرسل رسول إلا وهو معروف بالفضائلالله أعلم حيث يجعل رسالاته } الأنعام 124 وقد دل على هذا المعنى قولهمإنما أنت من المسحَّرين } الشعراء 153 المقتضي تغيير حاله عما كان عليه وهو ما حكاه الله عن قومهقالوا يا صالح قد كنت فينا مرجواً قبل هذا } في سورة هود 62. وحذف ياء المتكلم من { أطيعون } هو مثل نظائره المتقدمة آنفاً.