الرئيسية - التفاسير


* تفسير التحرير والتنوير/ ابن عاشور (ت 1393 هـ) مصنف و مدقق


{ وَمَن يُطِعِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ ٱللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْفَآئِزُون }

الواو اعتراضية أو عاطفة على جملةوأولئك هم المفلحون } النور 51. والتقدير وهم الفائزون. فجاء نظم الكلام على هذا الإطناب ليحصل تعميم الحكم والمحكوم عليه. وموقع هذه الجملة موقع تذييل لأنها تعم ما ذكر قبلها من قول المؤمنينسمعنا وأطعنا } النور 51 وتشمل غيره من الطاعات بالقول أو بالفعل. و { مَن } شرطية عامة، وجملة { فأولئك } جواب الشرط. والفوز الظفر بالمطلوب الصالح. والطاعة امتثال الأوامر واجتناب النواهي. والخشية الخوف. وهي تتعلق بالخصوص بما عسى أن يكون قد فُرّط فيه من التكاليف على أنها تعم التقصير كله. والتقوى الحذر من مخالفة التكاليف في المستقبل. فجمعت الآية أسباب الفوز في الآخرة وأيضاً في الدنيا.وصيغة الحصر للتعريض بالذين أعرضوا إذا دعوا إلى الله ورسوله وهي على وزن صيغة القصر التي تقدمتها.