الرئيسية - التفاسير


* تفسير التحرير والتنوير/ ابن عاشور (ت 1393 هـ) مصنف و مدقق


{ بَلْ أَتَيْنَاهُمْ بِٱلْحَقِّ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ }

إضراب لإبطال أن يكونوا مسحورين، أي بل ليس الأمر كما خيل إليهم. فالذي أتيناهم به الحق يعني القرآن. والباء للتعدية كما يقال ذهب به أي أذهبه. وهذا كقوله آنفاًبل أتيناهم بذكرهم } المؤمنون 71. والعدول عن الخطاب من قولهفأنى تسحرون } المؤمنون 89 إلى الغيبة التفات لأنهم الموجه إليهم الكلام في هذه الجملة. والحق هنا الصدق فلذلك قوبل بنسبتهم إلى الكذب فيما رموا به القرءان من قولهمإن هذا إلا أساطير الأولين } المؤمنون 83 وفي مقابلة الحق بــــ { كاذبون } محسن الطباق. وتأكيد نسبتهم إلى الكذب بــــإن واللام لتحقيق الخبر. وقد سُلكت في ترتيب هذه الأدلة طريقة الترقي فابتدىء بالسؤال عن مالك الأرض ومن فيها لأنها أقرب العوالم لإدراك المخاطبين، ثم ارتقي إلى الاستدلال بربوبية السماوات والعرش، ثم ارتقي إلى ما هو أعم وأشمل وهو تصرفه المطلق في الأشياء كلها ولذلك اجتلبت فيه أداة العموم وهي كل.