الرئيسية - التفاسير


* تفسير التحرير والتنوير/ ابن عاشور (ت 1393 هـ) مصنف و مدقق


{ ذَلِكَ جَزَآؤُهُم بِأَنَّهُمْ كَفَرُواْ بِآيَاتِنَا وَقَالُواْ أَءِذَا كُنَّا عِظَاماً وَرُفَاتاً أَءِنَّا لَمَبْعُوثُونَ خَلْقاً جَدِيداً }

استئناف بياني لأن العقاب الفظيع المحكي يثير في نفوس السامعين السؤال عن سبب تركب هذه الهيئة من تلك الصورة المفظعة، فالجواب بأن ذلك بِسبب الكفر بالآيات وإنكار المعاد. فالإشارة إلى ما تقدم من قولهونحشرهم يوم القيامة على وجوههم } الإسراء 97 إلى آخر الآية بتأويل المذكور. والجزاء العوض عن عمل. والباء في { بأنهم كفروا } للسببية. والظاهر أن جملة { وقالوا أإذا كنا عظاما } الخ. عطف على جملة { بأنهم كفروا }. فذكر وجه اجتماع تلك العقوبات لهم، وذُكر سببان أحدهما الكفر بالآيات ويندرج فيه صنوف من الجرائم تفصيلاً وجمعاً تناسبها العقوبة التي في قولهونحشرهم يوم القيامة على وجوههم عميا وبكما وصما مأواهم جهنم } الإسراء 97. وثانيهما إنكارهم البعث بقولهم { أإذا كنا عظاما ورفاتاً أئنا لمبعوثون خلقا جديداً } المناسب له أن يُعاقبوا عقاباً يناسب ما أنكروه من تجدد الحياة بعد المصير رفاتاً، فإن رفات الإحراق أشد اضمحلالاً من رفات العظام في التراب. والاستفهام في حكاية قولهم { أإذا كنا عظاماً } وقوله { أئنا لمبعوثون } إنكاري. وتقدم اختلاف القراء في إثبات الهمزتين في قوله { أإذا } وفي إثباتها في قوله { أإذا لمبعوثون } في نظير هذه الآية من هذه السورة.