الرئيسية - التفاسير


* تفسير التحرير والتنوير/ ابن عاشور (ت 1393 هـ) مصنف و مدقق


{ الۤر تِلْكَ آيَاتُ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُبِينِ }

{ الۤر }. تقدم الكلام على نظاير { الر } ونحوها في أوّل سورة البقرة. { الۤر تِلْكَ آيَاتُ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُبِينِ } الكلام على { تلك آيات الكتاب } مضى في سورة يونس. ووُصف الكتاب هنا بـــ { المبين } ووصف به في طالعة سورة يونس بـــ { الحكيم } لأنّ ذكر وصف إبانته هنا أنسب، إذ كانت القصّة التي تضمّنتها هذه السّورة مفصّلة مبيّنة لأهمّ مَا جرى في مدة يوسف ـــ عليه السّلام ـــ بمصر. فقصّة يوسف ـــ عليه السّلام ـــ لم تكن معروفة للعرب قبل نزول القرآن إجمالاً ولا تفصيلاً، بخلاف قصص الأنبياء هود، وصالح، وإبراهيم، ولوط، وشعيب ـــ عليهم السّلام أجمعين ـــ، إذ كانت معروفة لديهم إجمالاً، فلذلك كان القرآن مبيّناً إيّاها ومفصّلاً. ونزولها قبل اختلاط النبي صلى الله عليه وسلم باليهود في المدينة معجزة عظيمة من إعلام الله تعالى إيّاه بعلوم الأوّلين، وبذلك ساوى الصحابةُ علماءَ بني إسرائيل في علم تاريخ الأديان والأنبياء وذلك من أهم ما يعلمه المشرعون. فالمبين اسم فاعل من أبان المتعدي. والمراد الإبانة التامّة باللفظ والمعنى.