الرئيسية - التفاسير


* تفسير روح المعاني/ الالوسي (ت 1270 هـ) مصنف و مدقق


{ وَكَذٰلِكَ نُفَصِّلُ ٱلآيَاتِ وَلَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ }

{ وَكَذٰلِكَ نُفَصِّلُ ٱلآيَاتِ } أي ذلك التفصيل البليغ المستتبع للمنافع الجليلة نفصلها لا غير ذلك. { وَلَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ } عما هم عليه من الإصرار على الباطل نفعل التفصيل المذكور، وقيل: المعنى ولعلهم يرجعون إلى الميثاق الأول فيذكرونه ويعملون بمقتضاه نفعل ذلك، وأياً ما كان فالواو ابتدائية كالتي قبلها، وجوز أن تكون عاطفة على مقدر أي ليقفوا على ما فيها من المرغبات والزواجر، أو ليظهر الحق ولعلهم يرجعون، وقيل: إنها سيف خطيب.

هذا ومن باب الإشارة: قالوا:وَسْئَلْهُمْ عَنِ ٱلْقَرْيَةِ } [الأعراف: 163] أي عن أهل قرية الجسد وهم الروح والقلب والنفس الأمارة وتوابعهاٱلَّتِى كَانَتْ حَاضِرَةَ ٱلْبَحْرِ } [الأعراف: 163] أي مشرفة على شاطىء بحر البشريةإِذْ يَعْدُونَ فِى ٱلسَّبْتِ } [الأعراف: 163] يتجاوزون حدود الله تعالى يوم يحرم عليهم تناول بعض الملاذ النفسانية والعادي من أولئك الأهل إنما هو النفس الأمارة فإنها في مواسم الطاعات والكف عن الشهوات كشهر رمضان مثلاً حريصة على تناول ما نهيت عنه والمرء حريص على ما منعإِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ } [الأعراف: 163] وهي الأمور التي نهوا عن تناولهايَوْمَ سَبْتِهِمْ } [الأعراف: 163] الذي أمروا بتعظيمهشُرَّعاً } [الأعراف: 163] قريبة المأخذوَيَوْمَ لاَ يَسْبِتُونَ لاَ تَأْتِيهِمْ } [الأعراف: 163] بأن لا يتهيأ لهم ما يريدونهكَذٰلِكَ نَبْلُوهُم } [الأعراف: 163] نعاملهم معاملة من يختبرهمبِمَا كَانُواْ يَفْسُقُونَ } [الأعراف: 163] أي بسبب فسقهم المستمر طبعاً.

قال بعضهم: ما كان ما قص الله تعالى إلا كحال الإسلاميين من أهل زماننا في اجتماع أنواع الحظوظ النفسانية من المطاعم والمشارب والملاهي والمناكح ظاهرة في الأسواق والمحافل في الأيام المعظمة كالأعياد والأوقات المباركة كأوقات زيارة مشاهد الصالحين المعلومة المشهورة بين الناسوَإِذْ قَالَتْ أُمَّةٌ مّنْهُمْ } [الأعراف: 164] وهي القلب وأتباعه للأمة الواعظة وهي الروح وأتباعهالِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا } [الأعراف: 164] وهم النفس الأمارة وقواهاٱللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَاباً / شَدِيداً } [الأعراف: 164] على فعلهمقَالُواْ مَعْذِرَةً إلى رَبِكُمْ } [الأعراف: 164] أي نعظهم معذرة إليه تعالى وذلك أنا خلقنا آمرين بالمعروف ناهين عن المنكر فنريد أن نقضي ما علينا ليظهر أنا ما تغيرنا عن أوصافناولعلهم يتقون } [الأعراف: 164] لأنهم قابلون لذلك بحسب الفطرة فلا نيأس من تقواهمفَلَمَّا نَسُواْ مَا ذُكِّرُواْ بِهِ } [الأعراف: 165] لغلبة الشقوة عليهمأَنجَيْنَا ٱلَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ ٱلسُّوءِ } [الأعراف: 165] وهم الروح والقلب وأتباعهما فإنهم كلهم نهوا عن ذلك إلا أن بعضهم مل وبعضهم لم يملوَأَخَذْنَا ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ بِعَذَابٍ بَئِيسٍ } [الأعراف: 165] أي شديد وهو عذاب حرمان قبول الفيضبِمَا كَانُواْ يَفْسُقُونَ } [الأعراف: 165] أي بسبب تماديهم على الخروج عن الطاعةفَلَمَّا عَتَوْاْ عَن مَّا نُهُواْ عَنْهُ } [الأعراف: 166] أي أبوا أن يتركوا ذلكقُلْنَا لَهُمْ كُونُواْ قِرَدَةً خَـٰسِئِينَ } [الأعراف: 166] أي جعلنا طباعهم كطباعهم وذلك فوق حرمان قبول الفيضوَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكَ } [الأعراف: 167] أي اقسم

السابقالتالي
2 3