{ وَكَذٰلِكَ نُفَصِّلُ ٱلآيَاتِ } أي ذلك التفصيل البليغ المستتبع للمنافع الجليلة نفصلها لا غير ذلك. { وَلَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ } عما هم عليه من الإصرار على الباطل نفعل التفصيل المذكور، وقيل: المعنى ولعلهم يرجعون إلى الميثاق الأول فيذكرونه ويعملون بمقتضاه نفعل ذلك، وأياً ما كان فالواو ابتدائية كالتي قبلها، وجوز أن تكون عاطفة على مقدر أي ليقفوا على ما فيها من المرغبات والزواجر، أو ليظهر الحق ولعلهم يرجعون، وقيل: إنها سيف خطيب. هذا ومن باب الإشارة: قالوا:{ وَسْئَلْهُمْ عَنِ ٱلْقَرْيَةِ } [الأعراف: 163] أي عن أهل قرية الجسد وهم الروح والقلب والنفس الأمارة وتوابعها{ ٱلَّتِى كَانَتْ حَاضِرَةَ ٱلْبَحْرِ } [الأعراف: 163] أي مشرفة على شاطىء بحر البشرية{ إِذْ يَعْدُونَ فِى ٱلسَّبْتِ } [الأعراف: 163] يتجاوزون حدود الله تعالى يوم يحرم عليهم تناول بعض الملاذ النفسانية والعادي من أولئك الأهل إنما هو النفس الأمارة فإنها في مواسم الطاعات والكف عن الشهوات كشهر رمضان مثلاً حريصة على تناول ما نهيت عنه والمرء حريص على ما منع{ إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ } [الأعراف: 163] وهي الأمور التي نهوا عن تناولها{ يَوْمَ سَبْتِهِمْ } [الأعراف: 163] الذي أمروا بتعظيمه{ شُرَّعاً } [الأعراف: 163] قريبة المأخذ{ وَيَوْمَ لاَ يَسْبِتُونَ لاَ تَأْتِيهِمْ } [الأعراف: 163] بأن لا يتهيأ لهم ما يريدونه{ كَذٰلِكَ نَبْلُوهُم } [الأعراف: 163] نعاملهم معاملة من يختبرهم{ بِمَا كَانُواْ يَفْسُقُونَ } [الأعراف: 163] أي بسبب فسقهم المستمر طبعاً. قال بعضهم: ما كان ما قص الله تعالى إلا كحال الإسلاميين من أهل زماننا في اجتماع أنواع الحظوظ النفسانية من المطاعم والمشارب والملاهي والمناكح ظاهرة في الأسواق والمحافل في الأيام المعظمة كالأعياد والأوقات المباركة كأوقات زيارة مشاهد الصالحين المعلومة المشهورة بين الناس{ وَإِذْ قَالَتْ أُمَّةٌ مّنْهُمْ } [الأعراف: 164] وهي القلب وأتباعه للأمة الواعظة وهي الروح وأتباعها{ لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا } [الأعراف: 164] وهم النفس الأمارة وقواها{ ٱللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَاباً / شَدِيداً } [الأعراف: 164] على فعلهم{ قَالُواْ مَعْذِرَةً إلى رَبِكُمْ } [الأعراف: 164] أي نعظهم معذرة إليه تعالى وذلك أنا خلقنا آمرين بالمعروف ناهين عن المنكر فنريد أن نقضي ما علينا ليظهر أنا ما تغيرنا عن أوصافنا{ ولعلهم يتقون } [الأعراف: 164] لأنهم قابلون لذلك بحسب الفطرة فلا نيأس من تقواهم{ فَلَمَّا نَسُواْ مَا ذُكِّرُواْ بِهِ } [الأعراف: 165] لغلبة الشقوة عليهم{ أَنجَيْنَا ٱلَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ ٱلسُّوءِ } [الأعراف: 165] وهم الروح والقلب وأتباعهما فإنهم كلهم نهوا عن ذلك إلا أن بعضهم مل وبعضهم لم يمل{ وَأَخَذْنَا ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ بِعَذَابٍ بَئِيسٍ } [الأعراف: 165] أي شديد وهو عذاب حرمان قبول الفيض{ بِمَا كَانُواْ يَفْسُقُونَ } [الأعراف: 165] أي بسبب تماديهم على الخروج عن الطاعة{ فَلَمَّا عَتَوْاْ عَن مَّا نُهُواْ عَنْهُ } [الأعراف: 166] أي أبوا أن يتركوا ذلك{ قُلْنَا لَهُمْ كُونُواْ قِرَدَةً خَـٰسِئِينَ } [الأعراف: 166] أي جعلنا طباعهم كطباعهم وذلك فوق حرمان قبول الفيض{ وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكَ } [الأعراف: 167] أي اقسم