الرئيسية - التفاسير


* تفسير روح المعاني/ الالوسي (ت 1270 هـ) مصنف و مدقق


{ فَضْلاً مِّنَ ٱللَّهِ وَنِعْمَةً وَٱللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ }

{ فَضْلاً مّنَ ٱللَّهِ وَنِعْمَةً } تعليل للأفعال المستندة إليه عز وجل في قوله سبحانه:وَلَـٰكِنَّ ٱللَّهَ حَبَّبَ } [الحجرات: 7] الخ وما في البين اعتراض؛ وجوز كونه تعليلاً للراشدين، وصح النصب على القول باشتراط اتحاد الفاعل أي من قام به الفعل وصدر عنه موجداً له أو لا لما أن الرشد وقع عبارة عن التحبيب والتزيين والتكريه مسندة إلى اسمه تبارك اسمه فإنه لو قيل مثلاً حبب إليكم الإيمان فضلاً منه وجعل كناية عن الرشد لصح فيحسن أن يقال: أولئك هم الراشدون فضلاً ويكون في قوة أولئك هم المحببون فضلاً أو لأن الرشد هٰهنا يستلزم كونه تعالى شأنه مرشداً إذ هو مطاوع أرشد، وهذا نظير ما قالوا من أن الإراءة تستلزم رؤية في قوله سبحانه:يُرِيكُمُ ٱلْبَرْقَ خَوْفاً وَطَمَعاً } [الرعد: 12] فيتحد الفاعل ويصح النصب، وجوز كونه مصدراً لغير فعله فهو منصوب إما بحبب أو بالراشدين فإن التحبيب والرشد من فضل الله تعالى وإنعامه، وقيل: مفعول به لمحذوف أي يبتغون فضلاً.

{ وَٱللَّهُ عَلِيمٌ } مبالغ في العلم فيعلم أحوال المؤمنين وما بينهم من التفاضل { حَكِيمٌ } يفعل كل ما يفعل من إفضال وإنعام وغيرهما بموجب الحكمة.