الرئيسية - التفاسير


* تفسير روح المعاني/ الالوسي (ت 1270 هـ) مصنف و مدقق


{ قَالَ إِنَّمَا ٱلْعِلْمُ عِندَ ٱللَّهِ وَأُبَلِّغُكُمْ مَّآ أُرْسِلْتُ بِهِ وَلَـٰكِنِّيۤ أَرَاكُمْ قَوْماً تَجْهَلُونَ }

{ قَالَ إِنَّمَا ٱلْعِلْمُ } أي بوقت نزوله أو العلم بجميع الأشياء التي من جملتها ذلك { عَندَ ٱللَّهِ } وحده لا علم لي بوقت نزوله، والكلام كناية عن أنه لا يقدر عليه ولا على تعجيله لأنه لو قدر عليه وأراده كان له علم به في الجملة فنفى علمه به المدلول عليه بالحصر نفي لمدخليته فيه حتى يطلب تعجيله من الله عز وجل ويدعو به. وبهذا التقرير علم مطابقة جوابه عليه السلام لقولهم:ٱئْتِنَا } [الأحقاف: 22] فيأتيكم به في وقته المقدر له { وَأُبَلّغُكُمْ مَّا أُرْسِلْتُ بِهِ } من مواجب الرسالة التي من جملتها بيان نزول العذاب إذ لم تنتهوا عن الشرك. وقرأ أبو عمرو { أُبَلّغُكُمْ } من الإبلاغ.

{ وَلَـٰكِنّي أَرَاكُمْ قَوْمًا تَجْهَلُونَ } شأنكم الجهل ومن آثار ذلك أنكم تقترحون عليَّ ما ليس من وظائف الرسل من الإتيان بالعذاب.