الرئيسية - التفاسير


* تفسير روح المعاني/ الالوسي (ت 1270 هـ) مصنف و مدقق


{ أُوْلَـٰئِكَ ٱلَّذِينَ نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْ أَحْسَنَ مَا عَمِلُواْ وَنَتَجَاوَزُ عَن سَيِّئَاتِهِمْ فِيۤ أَصْحَابِ ٱلْجَنَّةِ وَعْدَ ٱلصِّدْقِ ٱلَّذِي كَانُواْ يُوعَدُونَ }

{ أُوْلَـٰئِكَ } إشارة إلىٱلإِنسَانَ } [الأحقاف: 15] والجمع لأن المراد به الجنس المتصف بالمعنى المحكي عنه، وما فيه من معنى البعد للإشعار ببعد منزلته وعلو درجته أي أولئك المنعوتون بما ذكر من النعوت الجليلة.

{ ٱلَّذِينَ نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْ أَحْسَنَ مَا عَلِمُواْ } من الطاعات فإن المباح حسن لا يثاب عليه { وَنَتَجَاوَزُ عَن سَيْئَـٰتِهِمْ } لتوبتهم المشار إليها بإني تبت وإلا فعند أهل الحق أن مغفرة الذنب مطلقاً لا تتوقف على توبة { فِي أَصْحَـٰبِ ٱلْجَنَّةِ } / كائنين في عدادهم منتظمين في سلكهم، وقيل: { فِي } بمعنى مع وليس بذاك.

{ وَعْدَ ٱلصّدْقِ } مصدر لفعل مقدر وهو مؤكد لمضمون الجملة قبله، فإن قوله سبحانه: { نَتَقَبَّلُ } و { نَتَجَاوَزُ } وعد منه عز وجل بالتقبل والتجاوز. { ٱلَّذِي كَانُواْ يُوعَدُونَ } على ألسنة الرسل عليهم السلام.

وقرىء { يتقبل } بالياء والبناء للمفعول و { أحسن } بالرفع على النيابة مناب الفاعل وكذا { يتجاوز عن سيآتهم }. وقرأ الحسن والأعمش وعيسى بالياء فيهما مبنيين للفاعل وهو ضميره تعالى شأنه و { أحسن } بالنصب على المفعولية.