الرئيسية - التفاسير


* تفسير روح المعاني/ الالوسي (ت 1270 هـ) مصنف و مدقق


{ قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِن كَانَ مِنْ عِندِ ٱللَّهِ ثُمَّ كَفَرْتُمْ بِهِ مَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ هُوَ فِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ }

{ قُلْ أَرَأَيْتُمْ } الخ رجوع لإلزام الطاعنين والملحدين وختم للسورة بما يلتفت لفت بدئها وهو من الكلام المنصف وفيه حث على التأمل واستدراج للإقرار مع ما فيه من سحر البيان وحديثُ الساعة وقع في البين تتميماً للوعيد وتنبيهاً على ما هم فيه من الضلال البعيد كذا قيل، وسيأتي إن شاء الله تعالى بسط الكلام في ذلك. ومعنى { أَرَأَيْتُمْ } أخبروني { إِن كَانَ } أي القرآن { مِنْ عِندِ ٱللَّهِ ثُمَّ كَفَرْتُمْ بِهِ } مع تعاضد موجبات الإيمان به. و { ثُمَّ } كما قال النيسابوري للتراخي الرتبـي { مَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ هُوَ فِي شِقَاقٍ } أي خلاف { بَعِيدٍ } غاية البعد عن الحق، والمراد ممن هو في شقاق المخاطبون. ووضع الظاهر موضع ضميرهم شرحاً لحالهم بالصلة وتعليلاً لمزيد ضلالهم. وجملة { مَنْ أَضَلَّ } على ما قال ابن الشيخ سادة مسد مفعولي { رَأَيْتُمْ } وفي «البحر» المفعول الأول محذوف تقديره أرأيتم أنفسكم والثاني هو جملة الاستفهام. وأياً ما كان فجواب الشرط محذوف. قال النيسابوري: تقديره مثلاً فمن أضل منكم، وقيل: إن كان من عند الله ثم كفرتم به فأخبروني من أضل منكم، ولعله الأظهر.