الرئيسية - التفاسير


* تفسير روح المعاني/ الالوسي (ت 1270 هـ) مصنف و مدقق


{ وَقَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لاَ تَسْمَعُواْ لِهَـٰذَا ٱلْقُرْآنِ وَٱلْغَوْاْ فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ }

{ وَقَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ } من رؤساء المشركين لأعقابهم أو قال بعضهم لبعض: { لاَ تَسْمَعُواْ لِهَـٰذَا ٱلْقُرْءانِ } أي لا تنصتوا له.

أخرج ابن أبـي حاتم عن ابن عباس قال: «كان النبـي صلى الله عليه وسلم وهو بمكة إذا قرأ القرآن يرفع صوته فكان المشركون يطردون الناس عنه ويقولون: لا تسمعوا لهذا القرآن { وَٱلْغَوْاْ فِيهِ } وأتوا باللغو عند قراءته ليتشوش على القارىء، والمراد باللغو ما لا أصل له وما لا معنى له، وكان المشركون عند قراءته عليه الصلاة والسلام يأتون بالمكاء والصفير والصياح وإنشاد الشعر والأراجيز، وقال أبو العالية: أي قعوا فيه وعيبوه. وفي «كتاب ابن خالويه» قرأ عبد الله بن بكر السهمي وقتادة وأبو حيوة وأبو السمال والزعفراني وابن أبـي إسحاق وعيسى بخلاف عنهما { والغوا } بضم الغين مضارع لغا بفتحها وهما لغتان يقال لغي يلغى كرضي يرضى ولغا يلغو كعدا يعدو إذا هذى، وقال صاحب «اللوامح»: يجوز أن يكون الفتح من لغى بالشيء يلغي به إذا رمى به فيكون { فِيهِ } بمعنى به أي ارموا به وانبذوه { لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ } أي تغلبونه على قراءته أو تطمون أمره وتميتون ذكره.