الرئيسية - التفاسير


* تفسير روح المعاني/ الالوسي (ت 1270 هـ) مصنف و مدقق


{ حَتَّىٰ إِذَا مَا جَآءُوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُم بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ }

وقوله تعالى: { حَتَّى إِذَا جَاءوهَا } أي النار جميعاً غاية ليحشر أو ليوزعون أي / حتى إذا حضروها. و { مَا } مزيدة لتأكيد اتصال الشهادة بالحضور لأنها تؤكد ما زيدت بعده فهي تؤكد معنى إذا، و { إِذَا } دالة على اتصال الجواب بالشرط لوقوعهما في زمان واحد، وهذا مما لا تعلق له بالنحو حتى يضر فيه أن النحاة لم يذكروه كما شنع به أبو حيان وأكد لأنهم ينكرونه. وفي الكلام حذف والتقدير حتى إذا ما جاؤها وسئلوا عما أجرموا فأنكروا:

{ شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَـٰرُهُمْ وَجُلُودُهُم بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ } واكتفى عن المحذوف بذكر الشهادة لاستلزامها إياه، ولا يأبـى التقدير تأكيد الاتصال إذ يكفي للاتصال وقوع ذلك في مجلس واحد. والظاهر أن الجلود هي المعروفة، وقيل: هي الجوارح كنى بها عنها، وقيل: كنى بها عن الفروج، قيل: وعليه أكثر المفسرين منهم ابن عباس رضي الله تعالى عنهما.