الرئيسية - التفاسير


* تفسير روح المعاني/ الالوسي (ت 1270 هـ) مصنف و مدقق


{ وَيَوْمَ يُحْشَرُ أَعْدَآءُ ٱللَّهِ إِلَى ٱلنَّارِ فَهُمْ يُوزَعُونَ }

{ وَيَوْمَ يُحْشَرُ أَعْدَاء ٱللَّهِ إِلَى ٱلنَّارِ } شروع في بيان عقوباتهم الآجلة بعد ذكر عقوباتهم العاجلة، والتعبير عنهم بأعداء الله تعالى لذمهم والإيذان بعلة ما يحيق بهم من ألوان العذاب وقيل: المراد بهم الكفار من الأولين والآخرين. وتعقب بأن قوله تعالى الآتي:فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِمْ مّنَ ٱلْجِنّ وَٱلإِنْسِ } [فصلت: 25] كالصريح في إرادة الكفرة المعهودين، والمراد من قوله تعالى: { إِلَى ٱلنَّارِ } قيل: إلى موقف الحساب، والتعبير عنه بالنار للإيذان بأن النار عاقبة حشرهم وأنهم على شرف دخولها، ولا مانع من إبقائه على ظاهره والقول بتعدد الشهادة فتشهد عليهم جوارحهم في الموقف مرة وعلى شفير جهنم أخرى. و { يَوْمٍ } إما منصوب باذكر مقدر معطوف على قوله تعالى:فَقُلْ أَنذَرْتُكُمْ صَـٰعِقَةً } [فصلت: 13] أو ظرف لمضمر مؤخر قد حذف إيهاماً لقصور العبارة عن تفصيله، وقيل: ظرف لما يدل عليه قوله تعالى: { فَهُمْ يُوزَعُونَ } أي يحبس أولهم على آخرهم ليتلاحقوا وهو كناية عن كثرتهم، وقيل: يُساقون ويدفعون إلى النار. والفاء تفصيلية.

وقرأ زيد بن علي ونافع والأعرج وأهل المدينة { نحشر } بالنون { أعداء } بالنصب وكسر الأعرج الشين. وقرىء { يحشر } على البناء للفاعل وهو الله تعالى ونصب { أعداء الله }.