الرئيسية - التفاسير


* تفسير روح المعاني/ الالوسي (ت 1270 هـ) مصنف و مدقق


{ مَا سَمِعْنَا بِهَـٰذَا فِى ٱلْمِلَّةِ ٱلآخِرَةِ إِنْ هَـٰذَا إِلاَّ ٱخْتِلاَقٌ }

{ مَّا سَمِعْنَا بِهَـٰذَا } الذي يقوله { فِى ٱلْمِلَّةِ ٱلآخِرَةِ } قال ابن عباس ومجاهد ومحمد بن كعب ومقاتل أرادوا ملة النصارى، والتوصيف بالآخرة بحسب الاعتقاد لأنهم الذين لا يؤمنون بنبوة محمد صلى الله عليه وسلم/ ومرادهم من قولهم { مَّا سَمِعْنَا } الخ إنا سمعنا خلافه وهو عدم التوحيد فإن النصارى كانوا يثلثون ويزعمون أنه الدين الذي جاء به عيسى عليه السلام وحاشاه، وعن مجاهد أيضاً وقتادة أرادوا ملة العرب ونحلتها التي أدركوا عليها آباءهم، وجوز أن يكون { فِى ٱلْمِلَّةِ ٱلآخِرَةِ } حالاً من اسم الإشارة لا متعلقاً بسمعنا أي ما سمعنا بهذا الذي يدعونا إليه من التوحيد كائناً في الملة التي تكون آخر الزمان أرادوا أنهم لم يسمعوا من أهل الكتاب والكهان الذين كانوا يحدثونهم قبل بعثة النبـي صلى الله عليه وسلم بظهور نبـي أن في دينه التوحيد ولقد كذبوا في ذلك فإن حديث أن النبـي المبعوث آخر الزمان يكسر الأصنام ويدعو إلى توحيد الملك العلام كان أشهر الأمور قبل الظهور، وإن أرادوا على هذا المعنى إنا سمعنا خلاف ذلك فكذبهم أقبح.

{ إِنَّ هَذَا } أي ما هذا. { إِلاَّ ٱخْتِلاَقٌ } أي افتعال وافتراء من غير سبق مثل له.