الرئيسية - التفاسير


* تفسير روح المعاني/ الالوسي (ت 1270 هـ) مصنف و مدقق


{ فَأَمَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً فَعَسَىٰ أَن يَكُونَ مِنَ ٱلْمُفْلِحِينَ }

{ فَأَمَّا مَن تَابَ } أي من الشرك { وَءامَنَ وَعَمِلَ صَـٰلِحَاً } أي جمع بين الإيمان والعمل الصالح { فَعَسَىٰ أَن يَكُونَ مِنَ ٱلْمُفْلِحِينَ } أي الفائزين بالمطلوب عنده عز وجل الناجين عن المهروب و { عَسَى } للتحقيق على عادة الكرام أو للترجي من قبل التائب المذكور بمعنى فليتوقع أن يفلح، وقوله تعالى: { فَأَمَّا } قيل لتفصيل المجمل الواقع في ذهن السامع من بيان ما يؤول إليه حال المشركين، وهو أن حال من تاب منهم كيف يكون، والدلالة على ترتب الإخبار به على ما قبله فالآية متعلقة بما عندها. وقال الطيبـي: هي متعلقة بقوله تعالى:أَفَمَن وَعَدْنَـٰهُ وَعْداً حَسَناً } [القصص: 61] والحديث عن الشركاء مستطرد لذكر الإحضار، وتعقبه في «الكشف» بأن الظاهر أنه ليس متعلقاً به بل لما ذكر سبحانه حال من حق عليه القول من التابع والمتبوع قال تعالى شأنه حثاً لهم على الإقلاع: { فَأَمَّا مَن تَابَ وَءامَنَ } فكأنه قيل: ما ذكر لمصيرهم فأما من تاب فكلا.