الرئيسية - التفاسير


* تفسير روح المعاني/ الالوسي (ت 1270 هـ) مصنف و مدقق


{ وَمَآ أُوتِيتُم مِّن شَيْءٍ فَمَتَاعُ ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا وَزِينَتُهَا وَمَا عِندَ ٱللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَىٰ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ }

{ وَمَا أُوتِيتُم مّن شَىْء } أي أي شيء أصبتموه من / أمور الدنيا وأسبابها { فَمَتَـٰعُ ٱلْحَيَٰوةِ ٱلدُّنْيَا وَزِينَتُهَا } فهو شيء شأنه أن يتمتع به ويتزين به أياماً قلائل ويشعر بالقلة لفظ المتاع وكذا ذكر { أَبْقَىٰ } في المقابل وفي لفظ (الدنيا) إشارة إلى القلة والخسة { وَمَا عِندَ ٱللَّهِ } في الجنة وهو الثواب { خَيْرٌ } في نفسه من ذلك لأنه لذة خالصة وبهجة كاملة { وَأَبْقَىٰ } لأنه أبدى وأين المتناهي من غير المتناهي { أَفَلاَ تَعْقِلُونَ } أي ألا تتفكرون فلا تفعلون هذا الأمر الواضح فتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير وتخافون على ذهاب ما أصبتموه من متاع الحياة الدنيا وتمتنعون عن اتباع الهدى المفضي إلى ما عند الله تعالى لذلك فكأن هذا رد عليهم في منع خوف التخطف إياهم من اتباعه صلى الله عليه وسلم على تقدير تحقق وقوع ما يخافونه.

وقرأ أبو عمرو (يعقلون) بياء الغيبة على الالتفات وهو أبلغ في الموعظة لإشعاره بأنهم لعدم عقلهم لا يصلحون للخطاب، فالالتفات هنا لعدم الالتفات زجراً لهم وقرىء { فمتاعاً الحياة الدنيا } أي فتتمتعون به في الحياة الدنيا فنصب متاعاً على المصدرية والحياة على الظرفية.