الرئيسية - التفاسير


* تفسير روح المعاني/ الالوسي (ت 1270 هـ) مصنف و مدقق


{ قَالُواْ لَئِنْ لَّمْ تَنْتَهِ يٰنُوحُ لَتَكُونَنَّ مِنَ ٱلْمَرْجُومِينَ } * { قَالَ رَبِّ إِنَّ قَوْمِي كَذَّبُونِ }

{ قَالُواْ لَئِن لَّمْ تَنتَهِ يٰنُوحٌ } عما أنت عليه { لَتَكُونَنَّ مِنَ ٱلْمُرْجُومِينَ } أي المرميين بالحجارة كما روي عن قتادة، وهو توعد بالقتل كما روي عن الحسن، وأخرج ابن أبـي حاتم عن السدي أن المعنى من المشتومين على أن الرجم مستعار للشتم كالطعن، وفي «إرشاد العقل السليم» ((أنهم قاتلهم / الله تعالى قالوا ذلك في أواخر الأمر ومعنى قوله تعالى: { قَالَ رَبّ إِنَّ قَوْمِى كَذَّبُونِ } استمروا على تكذيبـي وأصروا عليه بعد ما دعوتهم هذه الأزمنة المتطاولة ولم يزدهم دعائي إلا فراراً)) وهذا ليس بإخبار بالاستمرار على التكذيب لعلمه عليه السلام أن عالم الغيب والشهادة أعلم ولكنه أراد إظهار ما يدعو عليهم لأجله وهو تكذيب الحق لا تخويفهم له واستخفافهم به في قولهم: { لَئِن لَّمْ تَنتَهِ يٰنُوحٌ لَتَكُونَنَّ مِنَ ٱلْمُرْجُومِينَ } [الشعراء: 116] تلطفاً في فتح باب الإجابة، وقيل: لدفع توهم الخلق فيه المتجاوز أو الحدة، وقيل: إنه خبر لم يقصد منه الإعلام أصلاً وإنما أورد لغرض التحزن والتفجع كما في قوله:
قومي هم قتلوا أميم أخي   فلئن رميت يصيبني سهمي
ويبعد ذلك في الجملة تفريع الدعاء عليهم بقوله تعالى: { فَٱفْتَحْ بَيْنِى وَبَيْنَهُمْ فَتْحاً... }.