الرئيسية - التفاسير


* تفسير روح المعاني/ الالوسي (ت 1270 هـ) مصنف و مدقق


{ تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ ٱلنَّارُ وَهُمْ فِيهَا كَالِحُونَ }

وقوله تعالى: { تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ ٱلنَّارُ } جملة حالية أو مستأنفة. واللفح مس لهب النار الشيء وهو كما قال الزجاج أشد من النفح تأثيراً، والمراد تحرق وجوههم النار، وتخصيص الوجوه / بذلك لأنها أشرف الأعضاء فبيان حالها أزجر عن المعاصي المؤدية إلى النار وهو السر في تقديمها على الفاعل. { وَهُمْ فِيهَا كَـٰلِحُونَ } متقلصو الشفاه عن الأسنان من أثر ذلك اللفح، وقد صح من رواية الترمذي وجماعة عن أبـي سعيد الخدري رضي الله تعالى عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال في الآية " تشويه النار فتقلص شفته العليا حتى تبلغ وسط رأسه وتسترخي شفته السفلى حتى تضرب سرته " وأخرج ابن مردويه والضياء في «صفة النار» عن أبـي الدرداء قال: " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى: { تَلْفَحُ } الخ: تلفحهم لفحة فتسيل لحومهم على أعقابهم " ، وعن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما أن الكلوح بسور الوجه وتقطيبه. وقرأ أبو حيوة وأبو بحرية وابن أبـي عبلة { كَـٰلِحُونَ } بغير ألف جمع كلح كحذر.