الرئيسية - التفاسير


* تفسير روح المعاني/ الالوسي (ت 1270 هـ) مصنف و مدقق


{ ٱلَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ ٱللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَٱلصَّٰبِرِينَ عَلَىٰ مَآ أَصَابَهُمْ وَٱلْمُقِيمِي ٱلصَّلَٰوةِ وَمِمَّا رَزَقْنَٰهُمْ يُنفِقُونَ }

{ ٱلَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ ٱللَّهُ وَجِلَتْ } أي خافت { قُلُوبِهِمْ } منه عز وجل لإشراق أشعة الجلال عليها { وَٱلصَّـٰبِرِينَ عَلَىٰ مَا أَصَابَهُمْ } من مشاق التكاليف ومؤنات النوائب كالأمراض والمحن والغربة عن الأوطان ولا يخفى حسن موقع ذلك هنا أيضاً، والظاهر أن الصبر على المكاره مطلقاً ممدوح. وقال الرازي: يجب الصبر على ما كان من قبل الله تعالى، وأما على ما يكون من قبل الظلمة فغير واجب بل يجب دفعه على من يمكنه ذلك ولو بالقتال انتهى وفيه نظر { وَٱلْمُقِيمِى ٱلصَّلَٰوةِ } في أوقاتها، ولعل ذكر ذلك هنا لأن السفر مظنة التقصير في إقامة الصلاة.

وقرأ الحسن وابن أبـي إسحاق وأبو عمرو في رواية { ٱلصَّلَٰوةِ } بالنصب على المفعولية لمقيمي وحذفت النون منه تخفيفاً كما في بيت «الكتاب»:
الحافظو عورة العشيرة لا   تأتيهم من ورائهم نطف
/ بنصب عورة ونظير ذلك قوله:
إن الذي حانت بفلج دماؤهم   هم القوم كل القوم يا أم مالك
وقوله:
أبني كليب أن عمي اللذا   قتلا الملوك وفككا الأغلالا
وقرأ ابن مسعود والأعمش { وَٱلْمُقِيمِينَ ٱلصَّلَٰوةَ } بإثبات النون ونصب الصلاة على الأصل، وقرأ الضحاك { والمقيم الصلاة } بالإفراد والإضافة { وَمِمَّا رَزَقْنَـٰهُمْ يُنفِقُونَ } في وجوه الخير ومن ذلك إهداء الهدايا التي يغالون فيها.