الرئيسية - التفاسير


* تفسير روح المعاني/ الالوسي (ت 1270 هـ) مصنف و مدقق


{ مَّنْ أَعْرَضَ عَنْهُ فَإِنَّهُ يَحْمِلُ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ وِزْراً }

{ مَّنْ أَعْرَضَ عَنْهُ } إذ الظاهر أن ضمير { عَنْهُ } للذكر، والجملة في موضع الصفة له، ولا يحسن وصف الشرف أو الذكر في الناس بذلك، وقيل: الضمير لله تعالى على سبيل الالتفات وهو خلاف الظاهر جداً، و { مِنْ } إما شرطية أو موصولة أي من أعرض عن الذكر العظيم الشأن المستتبع لسعادة الدارين ولم يؤمن به { فَإِنَّهُ } أي المعرض عنه { يَحْمِلُ يَوْمَ ٱلْقِيَـٰمَةِ وِزْراً } أي عقوبة ثقيلة على إعراضه وسائر ذنوبه. والوزر في الأصل يطلق على معنيين الحمل الثقيل والإثم، وإطلاقه على العقوبة نظراً إلى المعنى الأول على سبيل الاستعارة المصرحة حيث شبهت العقوبة بالحمل الثقيل. ثم استعير لها بقرينة ذكر يوم القيامة، ونظراً إلى المعنى الثاني على سبيل المجاز المرسل من حيث إن العقوبة جزاء الإثم فهي لازمة له أو مسببة، والأول هو الأنسب بقوله تعالى فيما بعدوَسَاء } [طه: 101] الخ لأنه ترشيح له، ويؤيده قوله تعالى في آية أخرىوَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقَالَهُمْ } [العنكبوت: 13] وتفسير الوزر بالإثم وحمل الكلام على حذف المضاف أي عقوبة أو جزاء إثم ليس بذاك. وقرأت فرقة منهم داود بن رفيع { يحمل } مشدد الميم مبنياً للمفعول لأنه يكلف ذلك لا أنه يحمله طوعاً ويكون { وِزْراً } على هذا مفعولاً ثانياً.