الرئيسية - التفاسير


* تفسير روح المعاني/ الالوسي (ت 1270 هـ) مصنف و مدقق


{ كَلاَّ سَنَكْتُبُ مَا يَقُولُ وَنَمُدُّ لَهُ مِنَ ٱلْعَذَابِ مَدّاً }

{ كَلاَّ } ردع وزجر عن التفوه بتلك العظيمة، وفي ذلك تنبيه / على خطئه. وهذا مذهب الخليل وسيبويه والأخفش والمبرد وعامة البصريين في هذا الحرف وفيه مذاهب لعلنا نشير إليها إن شاء الله تعالى، وهذا أول موضع وقع فيه من القرآن، وقد تكرر في النصف الأخير فوقع في ثلاثة وثلاثين موضعاً ولم يجوز أبو العباس الوقف عليه في موضع. وقال الفراء: هو على أربعة أقسام، أحدها: ما يحسن الوقف عليه ويحسن الابتداء به. والثاني: ما يحسن الوقف عليه ولا يحسن الابتداء به، والثالث: ما يحسن الابتداء به ولا يحسن الوقف عليه، والرابع: ما لا يحسن فيه شيء من الأمرين، أما القسم الأول ففي عشرة مواضع ما نحن فيه وقوله تعالى:لّيَكُونُواْ لَهُمْ عِزّاً * كَلاَّ } [مريم: 81-82] وقوله سبحانه:لَعَلّى أَعْمَلُ صَـٰلِحاً فِيمَا تَرَكْتُ كَلاَّ } [المؤمنون: 100] وقوله عز وجل:ٱلَّذيِنَ أَلْحَقْتُمْ بِهِ شُرَكَاء كَلاَّ } [سبأ: 27] وقوله تبارك وتعالى:أَن يُدْخَلَ جَنَّةَ نَعِيمٍ * كَلاَّ } [المعارج: 38-39] وقوله جل وعلا:أَنْ أَزِيدَ * كَلاَّ } [المدثر: 15-16] وقوله عز اسمه:صُحُفاً مُّنَشَّرَةً * كَلاَّ } [المدثر: 52-53] وقوله سبحانه وتعالى:رَبّى أَهَانَنِ * كَلاَّ } [الفجر: 16-17] وقوله تبارك اسمه:أَنَّ مَالَهُ أَخْلَدَهُ * كَلاَّ } [الهمزة: 3-4] وقوله تعالى شأنه:ثُمَّ يُنْجِيه كَلاَّ } [المعارج: 14-15] فمن جعله في هذه المواضع رداً لما قبله وقف عليه ومن جعله بمعنى ألا التي للتنبيه أو بمعنى حقاً ابتدأ به وهو يحتمل ذلك فيها، وأما القسم الثاني ففي موضعين قوله جل جلاله حكايةفَأَخَافُ أَن يَقْتُلُونِ * قَالَ كَلاَّ } [الشعراء: 14-15] وقوله عز شأنه:إِنَّا لَمُدْرَكُونَ * قَالَ كَلاَّ } [الشعراء: 61-62] وأما الثالث ففي تسعة عشر موضعاً قوله تعالى شأنه:كَلاَّ إِنَّهُ تَذْكِرَةٌ } [المدثر: 54]كَلاَّ وَٱلْقَمَرِ } [المدثر: 32]كَلاَّ بَلْ تُكَذّبُونَ بِٱلدّينِ } [الانفطار: 9]كَلاَّ إِذَا بَلَغَتِ ٱلتَّرَاقِىَ } [القيامة: 26]كَلاَّ لاَ وَزَرَ } [القيامة: 11]كَلاَّ بَلْ تُحِبُّونَ ٱلْعَاجِلَةَ } [القيامة: 20]كَلاَّ سَيَعْلَمُونَ } [النبأ: 4]كَلاَّ لَمَّا يَقْضِ مَا أَمَرَهُ } [عبس: 23]كَلاَّ بَلْ رَانَ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ } [المطففين: 14]كَلاَّ بَل لاَّ تُكْرِمُونَ ٱلْيَتِيمَ } [الفجر: 17]كَلاَّ إِنَّ كِتَـٰبَ ٱلْفُجَّارِ } [المطففين: 7]كَلاَّ إِنَّ كِتَـٰبَ ٱلأَبْرَارِ } [المطففين: 18]كَلاَّ إِنَّهُمْ عَن رَّبّهِمْ } [المطففين: 15]كَلاَّ إِذَا دُكَّتِ ٱلأَرْضُ } [الفجر: 21]كَلاَّ إِنَّ ٱلإِنسَـٰنَ لَيَطْغَىٰ } [العلق: 6]كَلاَّ لَئِن لَّمْ يَنتَهِ } [العلق: 15]كَلاَّ لاَ تُطِعْهُ } [العلق: 19]كَلاَّ سَوْفَ تَعْلَمُونَ.... كَلاَّ لَوْ تَعْلَمُونَ } [التكاثر: 3-5] لأنه ليس للرد في ذلك، وأما القسم الرابع ففي موضعينثُمَّ كَلاَّ سَوْفَ تَعْلَمُونَ } [التكاثر: 4]ثُمَّ كَلاَّ سَيَعْلَمُونَ } [النبأ: 5] فإنه لا يحسن الوقف على ثم لأنه حرف عطف ولا على كلا لأن الفائدة فيما بعد، وقال بعضهم: إنه يحسن الوقف على كلا في جميع القرآن لأنه بمعنى انته إلا في موضع واحد وهو قوله تعالى:كَلاَّ وَٱلْقَمَرِ } [المدثر: 32] لأنه موصول باليمين بمنزلة قولك أي وربـي.

{ سَنَكْتُبُ مَا يَقُولُ } أي سنظهر إنا كتبنا قوله كقوله:
إذا ما انتسبنا لم تلدني لئيمة   ولم تجدي من أن تقري به بداً

السابقالتالي
2