الرئيسية - التفاسير


* تفسير روح المعاني/ الالوسي (ت 1270 هـ) مصنف و مدقق


{ وَوَهَبْنَا لَهْم مِّن رَّحْمَتِنَا وَجَعَلْنَا لَهُمْ لِسَانَ صِدْقٍ عَلِيّاً }

{ وَوَهَبْنَا لَهْمْ مّن رَّحْمَتِنَا } قال الحسن: النبوة. / ولعل ذكر ذلك بعد ذكر جعلهم أنبياء للإيذان بأن النبوة من باب الرحمة التي يختص بها من يشاء. وقال الكلبـي: هي المال والولد. وقيل: هو الكتاب والأظهر أنها عامة لكل خير ديني ودنيوي أوتوه مما لم يؤت أحد من العالمين { وَجَعَلْنَا لَهُمْ لِسَانَ صِدْقٍ عَلِيّاً } تفتخر بهم الناس ويثنون عليهم استجابة لدعوته عليه السلام بقوله:وَٱجْعَل لّى لِسَانَ صِدْقٍ فِى ٱلأَخِرِينَ } [الشعراء: 84] وزيادة على ذلك. والمراد باللسان ما يوجد به من الكلام فهو مجاز بعلاقة السببية كاليد في العطية ولسان العرب لغتهم. ويطلق على الرسالة الرائعة كما في قول أعشى باهلة:
إني أتتني لسان لا أُسَرُّ بها   
ومنه قول الآخر:
ندمـت على لسـان كان مني   
وإضافته إلى الصدق ووصفه بالعلو للدلالة على أنهم أحقاء بما يثنون عليهم وإن محامدهم لا تخفى كأنها نار على علم على تباعد الأعصار وتبدل الدول وتغير الملل والنحل، وخص بعضهم لسان الصدق بما يتلى في التشهد «كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم» والعموم أولى.