الرئيسية - التفاسير


* تفسير روح المعاني/ الالوسي (ت 1270 هـ) مصنف و مدقق


{ وَإِنَّ ٱللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَٱعْبُدُوهُ هَـٰذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ }

وقوله تعالى: { وَإِنَّ ٱللَّهَ رَبّى وَرَبُّكُمْ فَٱعْبُدُوهُ } عطف على ما قال الواحدي على قولهإِنّى عَبْدُ ٱللَّهِ } [مريم: 30] فهو من تمام قول عيسى عليه السلام تقريراً لمعنى العبودية والآيتان معترضتان، ويؤيد ذلك ما روي عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما. وقرأ أبـي بغير واو. والظاهر أنه على هذا بتقدير القول خطاباً لسيد المخاطبين صلى الله عليه وسلم أي قل يا محمد إن الله الخ. وقرأ الحرميان وأبو عمرو { وأن } بالواو وفتح الهمزة. وخرجه الزمخشري على حذف حرف الجر وتعلقه باعبدوه أي ولأنه تعالى ربـي وربكم فاعبدوه وهو كقوله تعالى:وَأَنَّ ٱلْمَسَـٰجِدَ لِلَّهِ فَلاَ تَدْعُواْ مَعَ ٱللَّهِ أَحَداً } [الجن: 18] وهو قول الخليل وسيبويه. وأجاز الفراء أن يكون أن وما بعدها في تأويل مصدر عطفاً علىٱلزَّكَٰوةَ } [مريم: 31] أي وأوصاني بالصلاة والزكاة وبأن الله ربـي وربكم الخ. وأجاز الكسائي أن يكون ذلك خبر مبتدأ محذوف أي والأمر أن الله ربـي وربكم. وحكى أبو عبيدة عن أبـي عمرو بن العلاء أنه عطف على { أمْراً } من قوله تعالى:إِذَا قَضَى أَمْرًا } [مريم: 35] أي إذ قضى أمراً وقضى أن الله ربـي وربكم وهو تخبيط في الإعراب فلعله لا يصح عن أبـي عمرو فإنه من الجلالة في علم النحو بمكان، وقيل: إنه عطف علىٱلْكِتَابَ } [مريم: 30] وأكثر الأقوال كما ترى. وفي حرف أبـي رضي الله تعالى عنه أيضاً { وبأن } بالواو وباء الجر وخرجه بعضهم بالعطف على الصلاة أو الزكاة وبعضهم بأنه متعلق باعبدوه أي بسبب ذلك فاعبدوه، والخطاب إما لمعاصري عيسى عليه السلام وإما لمعاصري نبينا صلى الله عليه وسلم { هَـٰذَا } أي ما ذكر من التوحيد { صِرٰطٌ مُّسْتَقِيمٌ } لا يضل سالكه.