الرئيسية - التفاسير


* تفسير هميان الزاد إلى دار المعاد / اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَىٰ } * { أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فَآوَىٰ }

{ وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى } قال ابن عباس يعطيك الشفاعة في أمتك حتى ترضى قال المخالون قال إذن لا أرضى وواحد من أمتي في النار، وعنه صلى الله عليه وسلم " لكل نبي دعوة مستجابة تجعل كل نبي دعوته وإني اختبأت دعوتي شفاعة لأمتي يوم القيامة " ، قال المخالفون قال فهي نائلة من مات لا يشرك بالله شيئا إن شاء الله. وعن عوف بن مالك عنه صلى الله عليه وسلم " خيرني ربي بين أن يدخل نصف أمتي الجنة وبين الشفاعة فاخترت الشفاعة " قال المخالفون وقال فهي نائلة إن شاء الله من مات لا يشرك بالله شيئا، قال جعفر بن محمد بن علي إنكم يا معشر أهل العراق تقولون ارجى آية في القرآنقل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله } وأنا أهل البيت نقول أرجى آية فيهولسوف يعطيك ربك فترضى } وقد علمت أن الشفاعة عند أصحابنا لا تنال إلا التائبين لما وضحناه في محله وإن داخل النار لا يخرج منها وقيل المراد بالآية ما يعطيه من النصر والتمكين وكثرة المؤمنين وقيل خير الدنيا والآخرة من النصر وكثرة المؤمنين والفتوحات والشفاعة وتفضيله وتفضيل أمته وغير ذلك مما لا يعلم كنهه إلا الله. وروي عن ابن عباس أن له في الجنة ألف قصر من لؤلؤ أبيض ترابه المسك، واللام لام ابتداء بناءً على جواز دخولها على سوف والسين أو قد أو الفعل الجامد ومن منع ذلك قدر المبتدأ في ذلك أي لأنت سوف يعطيك ربك أو لام في جواب قسم مقدران أجزنا دخول لام جواب القسم على المضارع المجرد من نون التوكيد مطلقا أو من قرن بسوف أو السين أو قد واعترض كونها لام الإبتداء لأنها مع المبتدأ فقد مع الفعل وأن مع الإسم فكما لا يحذف الفعل والإسم ويبقيان بعد حذفهما إلا الفعل فقد يحذف بعد قد للوقف، كذلك لا يحذف المبتدأ وتبقى اللام وبأنه إذا قدر المبتدأ في نحو لسوف يقوم زيد يصير التقدير أن زيد سوف يقوم زيد ولا يخفى ما فيه من الضعف وبأنه يلزم إضمار لا يحتاج إليه الكلام وأجيب بأن قد يجوز حذف الفعل بعدها في الجملة واسم أن قد يحذف كقولهم إن بك زيد مأخوذ إذا رفع زيد أن من يدخل الكنيسة يوما وتكرار الظاهر إنما يفتح إذا صرح بهما وقد قدروا المبتدأ في نحو قمت وأصك عينه وفي نحو ومن عاد فينتقم الله منه وبعد اللام في نحو لا أقم لأجل الصناعة دون أصل المعنى ولو اختلف معنى الإسمية والفعلية نعم لا يحسن وقوع الظاهر موقع المضمور لغير نكتة كالتفخيم ولا يلزم من جعل اللام للإبتداء اجتماع دليل الحال ودليل الإستقبال لأن لام الإبتداء للحال إذا لم تقم قرينة الإستقبال وقد قامت فهي توكيد للمستقبل نحو لزيد سوف يقوم كما تؤكد الحال فقد أكدت في الآية للمستقبل وأفادت أن العطاء كائن لا محالة وإن تأخر لمصلحة.

السابقالتالي
2