الرئيسية - التفاسير


* تفسير هميان الزاد إلى دار المعاد / اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ }

{ وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ } غيرك فإن الحديث بها شكر تقول أعطاني الله كذا وأعطاني كذا لا مفاخرا بل تعظيما لله وإعطائه والمراد العموم وقيل المراد بالنعمة النبوة والتحديث به وتبليغها، قال مجاهد بث القرآن وبلغ ما أرسلت به واقرأ القرآن وعلمه وقيل حدث بنعمة الإيواء والهداية والإغناء فتعطف على اليتيم ولا تنهر السائل وارشد الضال كما كنت في ذل ذلك فأنعم الله عليك. والظاهر العموم وكان السلف يتحدثون فيم بينهم بما فعلوا من العبادة ليقتاد بهم ويؤولون الآية في ذلك وغيره وكان عبد الله بن غالب إذا أصبح قال رزقني الله البارحة خيرا قرأت كذا وصليت كذا فقال له يا أبا فراس أمثلك يقول مثل هذا فيقول قال الله { وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ } وأنتم تقولون لا تحدث بنعمة الله ولا يخفى أنه إنما يجوز هذا إذا قصد اللطف والإقتداء وأومنت فتنة الرياء والستر أفضل، قال جار الله ولو لم يكن فيه إلا التشبه بأهل الرياء والسمعة لكفى به. وقيل الإخبار أولى لأنه شكر ولأنه يكون له مثل أجر من فعل بها قال وقد اختلف العلماء هل قصد الإغتنام أولى أو قصد السلامة أولى، وروي عنه صلى الله عليه وسلم " أن من أعطى عطاء فليكافئ وإن لم يجد فليثن ومن أثنى فقد شكر ومن كتم فقد كفر ومن تحلى بما لم يعط كان لابس ثوب زور وإن الطاعم الشاكر بمنزلة الصائم الصابر وأن من لم يشكر القليل لم يشكر الكثير ومن لم يشكر الناس لم يشكر الله " ، قال بعض العلماء التحدث بالنعمة فرض لأنه شكر وترك الشكر كفر والجماعة رحمة والفرقة عذاب. اللهم ببركة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وبركة السورة أخز النصارى واهنهم واكسر شوكتهم وغلب المسلمين والموحدين عليهم صلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم.