الرئيسية - التفاسير


* تفسير هميان الزاد إلى دار المعاد / اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ يٰأَيُّهَا ٱلنَّبِيُّ جَاهِدِ ٱلْكُفَّارَ وَٱلْمُنَافِقِينَ وَٱغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ ٱلْمَصِيرُ }

{ يا أيُّها النَّبى جاهِدِ الكُفَّارَ } بالسيف والسلاح { والمنافِقِينَ } بإقامة الحدود، قال الحسن، وقتادة كان أكثر من يصيب الحدود يومئذ المنافقين، ولذلك خصوا بالذكر بإقامة الحد وإلزام الحجة، وقال ابن عباس، والضحاك باللسان، وإذهاب الرفق عنهم، وقال ابن مسعود بالسيف إن قدرت، وإلا فباللسان، وإلا فبالقلب، وإظهار الغضب فى الوجه عليهم، واختاره الطبرى، لأن الجهاد عبارة عن بلوغ الجهد، وبذله ما أمكن ولو بالانتهار، ولكن القتل لا يكون إلا مع إظهار ما يخالف الإيمان، مع إصرار وإقرار، ولذلك تركهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فى المدينة، لأنهم يدعون الإيمان، وإذا ظهر من واحد خلافه أنكر واعتذر، وكان فى تركهم حياطة للإسلام، وأن لا تنفر العرب بقتل من يظهر الإسلام. { واغْلُظْ عَليهِم } على كلا الفريقين فى جهاده، وعن الكلبى اغلظ على المنافقين بالقول { ومأوَاهُم } مرجعهم { جَهنَّم وبئسَ المصِيرُ } مصيرهم، أو مأواهم، أو جهنم، والمقصد واحد، وقد مر أن الجلاس ابن سويد وغيره قالوا بحضرة عامر بن قيس، مستحقرين له لصغره لئن كان ما يقول محمد حقا لنحن شر من الحمير، فأخبره عامر، وانكروا وحلفوا فنزل { يحْلفُونَ باللهِ ما قالُوا... }.