الرئيسية - التفاسير


* تفسير هميان الزاد إلى دار المعاد / اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ أَلَمْ يَأْتِهِمْ نَبَأُ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَقَوْمِ إِبْرَٰهِيمَ وَأَصْحَـٰبِ مَدْيَنَ وَٱلْمُؤْتَفِكَـٰتِ أَتَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِٱلْبَيِّنَـٰتِ فَمَا كَانَ ٱللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَـٰكِن كَانُوۤاْ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ }

{ ألَمْ يأتِهِم نَبَأ } خبر { الَّذينَ مِنْ قَبْلهم قَومِ } بيان بيان أو بدل { نُوحٍ } أهلكوا بالماء { وعادٍ } بالريح { وثمود } بالرجفة { وقَوْم إبْراهِيم } أهلك النمرود منهم بالبعوض، وسلبت نعمهم { وأصْحابِ مَدْين } قوم شعيب بالنار يوم الظلة { و } القرى { المؤتَفِكاتِ } أى المنقلبات، صار عاليها سافلها، وأمطروا حجارة من سجيل، وهى قرى قوم لوط، وقيل القرى المنقلب أحوالهن من خير إلى شر، وهى قرى المكذبين مطلقا. { أتتْهُم رسُلُهم بالبيِّناتِ } الضميران لهؤلاء كلهم، وقيل لأهل المؤتفكات، ويرده أن لهم رسولا واحدا لا رسلا وهو لوط عليه السلام، إلا أن يقال المراد بالرسل لوط ورسله، فإنه كان يرسل إلى أهل كل قرية رسولا، أو المراد بالمؤتفكات قرى المكذبين كما مر، كقرى قوم لوط وهود وصالح والأول أبين. { فَما كانَ اللهُ ليظْلمهم } بالعذاب والإهلاك بلا جرم { ولكِنْ كانُوا أنفُسَهم يَظْلمون } إذ عرضوها للعذاب والإهلاك بالكفر والمعاصى، فاحذروا أن يصيبكم مثل ما أصابهم، وخص ذكر هؤلاء لبقاء أثرهم بالشام والعراق واليمن، والعرب تشاهده، ثم ذكر الله سبحانه أمر المسلمين ترغيبا فيه، وصرفا عن أمر غيرهم لقوله { والمؤمِنُون والمؤمِناتُ بعْضُهم أولياءُ بعضٍ... }.