الرئيسية - التفاسير


* تفسير هميان الزاد إلى دار المعاد / اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ لَوْ يَجِدُونَ مَلْجَئاً أَوْ مَغَارَاتٍ أَوْ مُدَّخَلاً لَّوَلَّوْاْ إِلَيْهِ وَهُمْ يَجْمَحُونَ }

{ لَوْ يَجِدُونَ ملجأ } موضعا يلجئون إليه كحصن منيع، ورأس جبل أو قلعة أو جزيرة { أوْ مغَاراتٍ } جمع مغارة وهى اسم لمكان الغور، أى الدخول والخفاء، ومنه الغار فى الجبل، وغار الماء دخل الأرض، فإن شئت فقل المغارات الغيران. وقرأ سعيد بن عبد الرحمن بن عوف بضم الميم اسما لمكان الإغارة، أى إدخال الشىء وإخفاؤه، تقول أغرت الشىء أى أخفيته وأدخلته، فالمراد أمكنة يدخلون فيها أنفسهم، ويخفون فيها، وقيل غار وأغار بمعنى واحد، أى دخل وخفى، ويجوز أن يكون من أغار الثعلب إذا أسرع، فالمراد مهارب ومغار قوم، أو من أغار حبلا أى شدد فتله، فالمراد أمور مرتبطة تعصمهم. { أوْ مدْخَلا } مفتعل من دخول، وهو اسم مكان، أصله مدْتخلا بإسكان الدال وفتح التاء، قلبت التاء دالا وأدغمت فيها الدال، والمراد السرب فى الأرض، وهذا الوزن هنا تأكيد أو مبالغة، وعن الزجاج المراد قوم يدخلون فى جملتهم، وقرأ أبىّ متدخلا بفتح التاء وتشديد الخاء ومو متفعل، ورواه أبو حاتم، وقيل قرأ أبى مندخلا بنون ساكنة وتخفيف الخاء وهو منفعل، وقرأ قتادة وعيسى بن عمر والأعمش مدخلا بتشديد الدال والخاء، وهو متفعل أصله متدخل بفتح التاء والدال والخاء المشددة، سكنت التاء وأبدلت دالا، وأدغمت فى الدال، وقرأ مسلم بن محارب، والحسن، وابن أبى إسحاق، وابن محيصن، وابن كثير بخلاف عنه مدخلا بفتح الميم والخاء وإسكان الدال اسم مكان من دخل، وفى رواية عن الأعمش، وعيسى بن عمرو بضم الميم وإسكان الدال من أدخل. { لَوَلَّوا إليهِ } لرجعوا إليه، وقرأ جد أبى عبيدة بن قرمل لؤالوا بالهمزة بمعنى لنجو { وهُم يجْمَحونَ } يسرعون كالفرس الجموح إذا حمل، لا يرده لجام ولا غيره، وقرأ أنس بن مالك يجمزون بالزاى من الجمز وهو ضرب من السير فوق العتق.