الرئيسية - التفاسير


* تفسير هميان الزاد إلى دار المعاد / اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ قُل لَّن يُصِيبَنَآ إِلاَّ مَا كَتَبَ ٱللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلاَنَا وَعَلَى ٱللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ ٱلْمُؤْمِنُونَ }

{ قلْ } يا محمد { لَنْ يُصيبَنَا إلا مَا كَتَب اللهُ } فى اللوح المفحوظ أو ما قضاه { لَنَا } من محبوب أو مكروه لا يتغير بموافقتكم أو مخالفتكم، فاللام للاستحقاق أو للتعليل، وقيل إلا ما كتب الله لنا من النصر والظفر فى الدنيا، والثواب فى الآخرة على ما أصابنا فى خلال ذلك من مكروه، وقرأ ابن مسعود رضى الله عنه قل هل يصيبنا، بهل والرفع وإسكان الياء الثانية، وقرأ طلحة بن مصرف، وأعين قاضى الرى كذلك لكن شدد الياء مكسورة وفتح الصاد، وهو يفعل بضم الياء وفتح الياء وإسكان الياء، وكسر العين، الأصل يصوى بنا بضم الياء وفتح الصاد وإسكان الياء وكسر الواو، وأبدلت ياء وأدغمت فيها الياء لا يفعل بضم الياء وفتح الفاء وكسر العين مشددة وإلا قال يصوبنا، لأن العين واو لقولهم صاب السهم يصوب أى وقع فيما قصد به، واشتقاقه من الصواب، يقال صوب رأيه تصويبا، وفى جمع مصيبة مصاوب أو من الصوب وهو الانحدار إلا أن يكون من صاب السهم يصيب وهو لغة. وعن عمرو بن شقيق سمعت أعين قاضى الرى يقرأ لن يصيبنا بتشديد النون على التوكيد بالنون الخفيفة مدغمة فى نون الضمير، قال أبو حاتم ولا يجوز ذلك، لأن النون لا تدخل مع لن { هُو مَوْلانَا } متولى أمرنا بالحفظ والنصر ومالكنا أحياء وموتى. { وعَلَى الله } لا غيره مع السعى بالجوارح، وزعم قوم أنه يجوز للإنسان أن يدخل غارا يعبد فيه ولا يعلم به أحد، فإن كان له رزق أتاه وإلا مات، وإن هذا أعلى درجة توكل وهو خطأ فاحش، ولا حجة له فى حديث " يدخل الجنة سبعون ألفا من أمتى بلا حساب، لا يرقون ولا يسترقون، ولا يكتوون ولا يتطيبون، وعلى ربهم يتوكلون " { فَلْيتَوكل المؤمنُونَ } فى أمورهم، والفاء صلة للتوكيد فلا تمنع من تعلق ما قبلها بما بعدها.