الرئيسية - التفاسير


* تفسير هميان الزاد إلى دار المعاد / اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ لَوْ كَانَ عَرَضاً قَرِيباً وَسَفَراً قَاصِداً لاَّتَّبَعُوكَ وَلَـٰكِن بَعُدَتْ عَلَيْهِمُ ٱلشُّقَّةُ وَسَيَحْلِفُونَ بِٱللَّهِ لَوِ ٱسْتَطَعْنَا لَخَرَجْنَا مَعَكُمْ يُهْلِكُونَ أَنْفُسَهُمْ وَٱللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ }

{ لوْ كانَ } الجهاد المأمورون هم به { عَرَضا } نفعا دنيوياً، فإن الدنيا بما فيها شىء عارض لا يدوم، وفى الحديث " الدنيا عرض حاضر يأكل منه البر والفاجر " { قَرِيباً } سهل التناول، ويجوز عندى أن يكون المعنى عرضا قريب الفناء، أو غير بعيد المرتبة والشأن، وذلك نفع مستطرد فى منافع الدنيا. { وسَفراً قَاصداً } متوسطا وقيل هيِّن يسير { لاتَّبعُوكَ } إلى تبوك لذلك العرض لا لله { ولكِنْ بَعُدَت } وقرأ عيسى بن عمرو، والأعرج بكسر العين، وقال أبو حاتم موافقة تميم { عَليهُم الشُّقَّة } وقرأ عيسى بن عمرو بكسر الشين، قال أبو حاتم تميم هو لغة وهى المسافة التى تقطع بمشقة. { وسَيحْلفُونَ باللهِ } إذا رجعت من تبوك معتذرين، والباء متعلق بيحلف، لو استطعنا خروجا لخرجنا معكم، ولكن منعنا عدم قوة البدن، وعدم العدة، وهذا إخبار بغيب، والجواب للوْ وشرطها وجوابها جواب ليحلف، لا كما قال جار الله، والقاضى إن لخرجنا ساد مسد جوابى القسم والشرط، ولا يحتاج إلى تقدير القول، ويجوز أن يكون بالله قسما من كلامهم، فيعلق بمحذوف، فحينئذ يضمن يحلف المذكور معنى القول، أو يقدر القول أى يقولون بالله. { لو اسْتَطعْنا لخرجْنَا مَعَكم } وذلك ما ظهر لى وهو صحيح إن شاء الله، وقال جار الله يقدر القول على الوجهين، أى سيحلفون بالله يقولون لو استطعنا، أو سيحلفون يقولون بالله لو استطعنا، قال أبو الفتح، قرأ الأعمش بضم واو لو تشبيها بواو الجماعة المفتوح ما قبلها، المسكن ما بعدها، فتمنوا الموت، واشتروا الضلالة. { يُهْلكُون أنْفُسَهم } باليمين الفاجرة، كما ورد فى الحديث " إنها تذر الديار بلاقع وإنها تورث النار " والجملة بدل من يحلفون أو حال من واوه، أو من الضمير فى لخرجنا، وعلى الأخير فأصل الكلام لخرجنا معكم ونحن مهلكون أنفسنا بالشقة، أى لخرجنا معك صابرين على ذلك، وجىء بلفظ الغيبة. { واللهُ يعْلم إنَّهم لكَاذِبُون } فى ادعاء الاستطاعة، قيل هم تسعة وثلاثون رجلا.