الرئيسية - التفاسير


* تفسير هميان الزاد إلى دار المعاد / اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ ٱللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ ثَانِيَ ٱثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي ٱلْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ ٱللَّهَ مَعَنَا فَأَنزَلَ ٱللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ ٱلسُّفْلَىٰ وَكَلِمَةُ ٱللَّهِ هِيَ ٱلْعُلْيَا وَٱللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ }

{ إلاَّ تنْصُروهُ } إلا هى إن الشرطية ولا النافية، لكن أبدلت النون لاما وأدغمت فى لام لا، ولذلك حذفت النون فى تنصروه، وابن مالك على جلالته فى النحو والتصريف كغيرهما من الحديث والتفسير، والفقه واللغة، والعروض، ذكر إلا هذه فى شرح التسهيل من أقسام إلا، وإنما ذلك منه على جهة الغفلة، أو زلة القلم، وجواب إن محذوف تقديره فسينصره الله وقوله { فَقَد نَصرهُ اللهُ إذْ أخْرجَه الَّذينَ كفَرُوا ثَانىَ اثْنينِ } كالدليل عليه القائم مقامه، وذلك أن نصره حين لم يكن معه إلا رجل واحد يتضمن أنه ينصره، وقد كان معه آلاف رجل، وهذا باعتبار شأن الإنسان فى النظر إلى الوسائط، وإلا فالقلة والكثرة عند الله سبحانه سواء، أو الآية مشيرة إلى أن وجودكم وعدمه سواء، ألا ترون أنه نصره إذ لم تكونوا معه، ولم يكن معه إلا واحد، وأجاز جار الله كون قوله { فقد نصره الله } جوابا على أن المعنى فقد أوجب الله له النصر المطلق فى ذلك الوقت الذى كان فيه ثانى اثنين، فنصره فيه، وينصره فى غيره انتهى بإيضاح. وذكر النقاش أن هذه الآية أول آية نزلت من سورة براءة، وأسند الإخراج إلى الكفار، لأنه لما هم بإخراجه أذن الله له بالخروج، أو لأنهم ضيقوا عليه حتى خرج، وثانى حال، وقرىء بإسكان الياء على لغة من لا يظهر النصب فى المنقوص، وهى قراءة حكاها أبو عمرو بن العلاء، والآخر من الاثنين هو أبو بكر، " روى أن جبريل عليه السلام، أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالهجرة فقال " من يخرج معى؟ " قال يخرج معك أبو بكر، وطلبه أبو بكر بلا علم منه بمقالة جبريل أن يخرج معه، فقال نعم ". { إذ هُما فى الغَارِ } إذ بدل بعض من إذ قبله، لأن المراد بإذ قبله زمان متسع، سمى كله زمان الإخراج، والغار ثقب فى أعلى ثور، وثور جبل على يمين مكة، وهو غربى لها، بينهما مسيرة ساعة، وأل للعهد الذهنى. { إذْ } بدل ثان بدل بعض، أو بدل من إذ الثانية بدل الشىء من الشىء، أو متعلق باستقرار قوله { فى الغار } أو بثانى { يقُولُ لصَاحِبه } هو أبو بكر رضى الله عنه، من أنكر صحبة أبى بكر أشرك للإجماع على أنه المراد فى الآية { لا تَحْزَن إنَّ اللهَ مَعَنا } تعليل جملى، والمعنى لأن الله معنا بالحفظ، " طلع المشركون على الغار، فأشفق أبو بكر رضى الله عنه على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " ما ظنك باثنين ثالثهما الله " فأعماهم الله عن الغار، فما علموه غارا، وجعلوا يترددون حوله فلم يروا له فما، فهو عندهم صخرة "

السابقالتالي
2 3 4 5 6 7 8 9 10  مزيد