الرئيسية - التفاسير


* تفسير هميان الزاد إلى دار المعاد / اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ إِنَّمَا ٱلنَّسِيۤءُ زِيَادَةٌ فِي ٱلْكُفْرِ يُضَلُّ بِهِ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ يُحِلُّونَهُ عَاماً وَيُحَرِّمُونَهُ عَاماً لِّيُوَاطِئُواْ عِدَّةَ مَا حَرَّمَ ٱللَّهُ فَيُحِلُّواْ مَا حَرَّمَ ٱللَّهُ زُيِّنَ لَهُمْ سُوۤءُ أَعْمَالِهِمْ وَٱللَّهُ لاَ يَهْدِي ٱلْقَوْمَ ٱلْكَافِرِينَ }

{ إنَّما النَّسىءُ } التأخير وهو مصدر نسأه ينسأه بالهمزة بمعنى أخره، ويقال أيضا أنساه والأصل النسىء بالهمزة، أبدلت ياء وأدغمت فيها الياء، هذه قراءة نافع فى رواية ورش، وهى قراءة ابن كثير فى رواية غير مشهورة، وأبى جعفر، وقرأ الباقون النسىء على الأصل المذكور بإسكان الياء بعدها همزة بوزن المسيس والنذير والصهيل، وهو المشهور عن ابن كثير، وإذا وقف حمزة وهشام وافقا نافعا، وقرأ ابن كثير فى رواية، وجعفر بن محمد، والزهرى النسىء بإسكان السين بعده ياء فقط، وقرأ ابن كثير أيضا فى رواية النسىء بإسكان السين بعده همزة متصلة به فقط، وقرأ بعضهم النساء بالمد، وبعض النسىء بالقصر، والكل مصادر بمعنى التأخير. والمراد تأخير حرمة الشهر إلى شهر بعده، كانوا إذا جاء شهر حرام وهم محاربون أو مريدون المحاربة أحلوه وحرموا مكانه آخر، ورفضوا تخصيص الأشهر الحرم، وحرموا من العام أربعة على حد ما يوافقهم، ولا يجوز أن يكون النسىء بتشديد الباء، أو النسىء بإسكانها بعدها همزة فعيلا بمعنى مفعول، لأن المؤخر الشهر، والشهر لا يكون زيادة فى الكفر كما قال أبو على الفارسى، وقال أبو حاتم هو فعيل بمعنى مفعول، ولعله مضافا، أى إنما إنساء النسىء. وقال الطبرى معنى النسىء الزيادة، أى إنما الزيادة فى الأشهر، وذلك أن العام بما تفعله الجاهلية من التأخير يكون ثلاثة عشرة شهرا، وربما جعلوه أربعة عشر شهرا، ولذلك رد الله عليهم بأن الشهور اثنا عشر شهرا لا غير، وقال فى النسىء بإسكان السين بعده ياء إنه الترك، والصحيح أنه التأخير، لكن أبدلت الهمزة، وزعم أبو وائل إن النسىء بإسكان الياء بعدها همزة رجل من كنانة، أخبر عنه بزيادة فى الكفر مبالغة أو بتقديره بزائد فى الكفر، أو بذو زيادة فى الكفر، أو بتقدير زيادة النسىء زيادة فى الكفر، وأن الهاء فى به عائدة إليه وترده الهاء ان بعدها. { زِيادةٌ فى الكُفْر } الشرك لأنه تحليل ما حرم الله، وتحريم ما أحل الله، ضموه إلى شركهم { يُضلُّ } وقرأ أبو رجاء بفتح الضاد، لأن ضل من باب ضرب، ومن باب علم، وذلك لغتان { به الَّذينَ كَفرُوا } أى يزدادون به ضلالا، وقرأ حمزة، والكسائى، وحفص، وعاصم فى رواية عنه، وابن مسعود بضم الياء وفتح الضاد بالبناء للمفعول، من أضله ليناسب زُيِّن، والمضل لهم الله أو الشيطان، أو رؤساؤهم. وقرأ يعقوب وابن مسعود فى رواية عنه، والحسن، ومجاهد، وقتادة، وعمرو بن ميمون، بضم الياء وكسر الضاد، على أن الفاعل ضمير الله سبحانه وتعالى، أو ضمير الشيطان لعنه الله، والذين مفعول أو هو الفاعل والمفعول محذوف، أى يضل به الذين كفروا أتباعهم ورجحهم بعضهم والهاء عائدة إلى النسىء أى يضل بالتأخير الذين كفروا.

السابقالتالي
2 3