الرئيسية - التفاسير


* تفسير هميان الزاد إلى دار المعاد / اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُوۤاْ آبَآءَكُمْ وَإِخْوَانَكُمْ أَوْلِيَآءَ إِنِ ٱسْتَحَبُّواْ ٱلْكُفْرَ عَلَى ٱلإِيمَانِ وَمَن يَتَوَلَّهُمْ مِّنكُمْ فَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلظَّالِمُونَ }

{ يا أيُّها الَّذين آمنُوا لا تتَّخذُوا آباءكم وإخْوانَكم أوْلياءَ } تختارونهم على أمر الله، فالخطاب لمن آمن، وكان فى مكة أو بلاد العرب ولم يهاجر للمدينة، وذلك يقتضى أن صاحب المفتاح، آمن قبل فتح مكة، وذلك الذى قاله ابن عباس ومجاهد مشكل، فإن الآية نزلت بعد فتح مكة، وقد نسخت الهجرة، فكيف تكون الآية حصنا عليها، ولعلها عند ابن عباس، ومجاهد نزلت قبل الفتح، وجعلت فى هذه السورة، وكان من عصى مانعة فهاجر، يأتيه ابنه أو أبوه أو أخوه غيرهم، فلا يلتفت إليه ولا ينزله، ولا ينفق عليه، ثم رخص لهم بعد ذلك فى الإنزال والإنفاق ونحوهما. وقال مقاتل نزلت الآية فى عشرة ارتدوا ولحقوا بمكة، أن لا يلونهم بإفشاء السر إليهم، ومحبتهم، والتحقيق أن الآية ناهية عن اتخاذ الكفار أولياء على الإطلاق، وحكمها باق إلى يوم القيامة، ولو كانوا آباء أو إخوانا أو أبناء أو نحوهم من الأقارب، وإنما لم يذكر الأبناء لأنهم غالبا تابعون للآباء لا بالعكس. { إنِ استَحبُّوا الكُفْر عَلى الإيمانِ } فإنهم حينئذ صادوكم عن الإيمان والطاعة، وقرأ عيسى بن عمرو بفتح همزة أن، أى لأن استحبوا فهى مصدرية، وإنما عدى استحب بعلى لتضمنه معنى التفضيل والحرص. { ومَنْ يتَولَّهم منْكُم فأولئكَ هُم الظَّالمونَ } وضع التولى فى غير موضعه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " لا يطعم أحدكم طعم الإيمان حتى يحب فى الله، ويبغض فى الله، حتى يحب فى الله أبعد الناس عنه، ويبغض فى الله أقرب الناس إليه ".