الرئيسية - التفاسير


* تفسير هميان الزاد إلى دار المعاد / اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ وَإِذَا مَآ أُنزِلَتْ سُورَةٌ نَّظَرَ بَعْضُهُمْ إِلَىٰ بَعْضٍ هَلْ يَرَاكُمْ مِّنْ أَحَدٍ ثُمَّ ٱنصَرَفُواْ صَرَفَ ٱللَّهُ قُلُوبَهُم بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَفْقَهُونَ }

{ وإذا ما أنزلَتْ سُورةٌ } تعيبهم وتوبيخهم { نَظرَ بعْضُهم إلى بَعضٍ } يتغامزون بالعيون إنكاراً لها وسخرية، أو لئلا يغلبهم الضحك فيفتضحون، أو غيظا بها، والتغامز كالقول، فجملة { هَلْ يَراكُم منْ أحدٍ } مقولة نظرا، وقد فسره بعض بقال، أو مفسرة أو مقولة لمحذوف، أى يقولون هل يراكم أحد من المؤمنين إن قمتم من حضرة محمد، أو هل يراكم أحد حين تدبرون أموركم، والأول أصح، فإن لم يكن أحد يراهم قاموا لئلا يسمعوا ما يغيظهم كما قال { ثم انْصرفُوا } عن الحضرة، أى إن لم يرهم أحد، أو عن الإيمان بالسورة، وعن الاهتداء لأنهم إذا فضحوا تعجبوا وتوقفوا ونظروه وتحققوا الأمر، ثم ينصرفوا عن ذلك التوقف، وذلك النظر، وذلك التحقق إلى نفاقهم { صَرفَ الله قُلُوبهم } عن الإيمان كما انصرفوا عن ذلك، وهو إخبار بدليل قوله { بأنَّهم قومٌ لا يفْقَهون } أى بسبب سوء فهمهم، أو عدم تدبرهم، وقال الشيخ هود رحمه الله إنه دعا دعاء، وعن ابن عباس لا تقولوا انصرفنا من الصلاة، فإن قوما انصرفوا فصرف الله قلوبهم، ولكن قولوا قضينا الصلاة، يشير إلى التأدب فى التلفظ.